الأزهر للفتوى: تحدي «كسّارة الجمجمة» سلوك عدواني مرفوض ومُحرَّم

المدارس المصرية
المدارس المصرية

انتشر تحدي جديد يسمى كسارة الجمجمة أو skull breaker، في عدد من المدارس الأجنبية في مختلف دول العالم، ليمتد إلى المدارس المصرية خلال الأونة الأخيرة.

وتابع مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية بعض المواد المُصوَّرة والمُتداولة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي لما يسمى بـ«كسّارة الجمجمة»، وهي لُعبة أو كما تُسمى في عالم مواقع التواصل الاجتماعي «تحدِّي»، يقوم فيه شخصان بالتغرير بشخص ثالث، وإقناعه أنهما يصوران مادة فيديو للتّسلية، وأنه يتطلب منه لإنجاح العمل أن يقفز معهما إلى أعلى حتى إذا كانوا جميعًا في الهواء؛ أسقط الشخصان صاحبهما أرضًا؛ ليقع من فوره على جمجمته؛ وليُختَتَم الفيديو بأصوات ضحكاتهم المُتعالية، ورغم نهاية الفيديو الضَّاحكة إلَّا أن قصَّة الفتى المصرُوع المؤلمة لم تنتهِ بعد.

وأوضح الأزهر للفتوى، أن أن لُعبة كهذه ليست من مثيرات الضَّحك لدى أصحاب الطبائع السّوية، ولا دُعابة فيها أو تسلية البَتَّة؛ إذ هي «لعبة الموت»، وتؤدي إلى إصابات بالغة، وأضرار جسيمة، كاختلال القُدرات العقلية والإدراكية، وارتجاج المخ ونزيفه، وكسر الجُمجمة، وكسر العمود الفقريّ، وإصابة الحبل الشّوكيّ، والشّلل، والموت.

وحذَّر الإسلام من تعريض النّفس لمواطن الهلكة؛ فقال تعالىٰ:{وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} [البقرة: 195]، وقال سيدنا رسول الله صلىٰ الله عليه وسلم: «لاَ يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يُذِلَّ نَفْسَهُ»، قَالُوا وَكَيْفَ يُذِلُّ نَفْسَهُ؟ قَالَ: « يَتَعَرَّضُ مِنَ الْبَلاَءِ لِمَا لاَ يُطِيقُ» [أخرجه الترمذي].

وأضافت أن الله أمر الإنسان بحفظ حياة وصحة نفسه أمره كذلك بحفظ حياة وصحة غيره، وحرَّم إيذاء النفس أو الغير بأي أنواع الإيذاء؛ إذ المؤمن سلام لكل من حوله؛ قال صلى الله عليه وسلم: «المُسلِمُ مَن سَلِمَ النَّاسُ مِن لِسَانِه ويَدهِ، والمُؤمنُ مَن أَمِنَه النَّاس عَلى دمائهم وأموالهم» [أخرجه أحمد].

وبين مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أن هذا السُّلوك مرفوض ومُحرَّم؛ مهيبا بأولياء الأمور في البُيوت، والمُعلمين في قطاعات التَّعليم ومراحله أن يُنكروا أمثال هذه التَّصرفات غير المسئولة من الأبناء والطلاب، وأن يوجِّهوهم لما فيه سلامتهم، وأن يَحُولوا بينهم وبين إيذاء أنفسهم أو غيرهم؛ فقد قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ..» [مُتفق عليه].

ويُشدِّد المركز على ضرورة تكاتف أبناء الوطن ومؤسساته الدِّينية والإعلامية والتَّعليمية والتَّثقيفية؛ للتوعية بأخطار ثقافة التقليد الأعمى، ونبذ كل السُّلوكيات العدوانية المُشينة، ورفض جميع الأفكار الهدَّامة والدَّخيلة على مجتمعاتنا عبر بوابات
الشَّبكة العنكبوتية (الإنترنت)، والحرص على تدعيم الاستقلالية لدى أفراد المجتمع عامة، والنشء خاصة.