وقفة

الثقة بالنفس سلاح الزمالك

أسامة شلش
أسامة شلش

طبعا فرحان أطير من الفرحة وهذا حالى وحال كل زملكاوى أصيل لا يسعده إلا فوز الزمالك وفقط عن جدارة واستحقاق، الكل وماحدش بيزايد علينا وعلى جمهورنا اللى أثبت أنه بالملايين برة وجوه، من شككوا فى قدرتنا كانوا على يقين والحمد لله إنه يقين كاذب أن الترجى صاحب الجولات والصولات والصيت على غيرنا سيكون الزمالك فى الدوحة صيدا سهلا له، ولكن لأنه الزمالك ما أن أطلق الحكم الرائع لمباراة السوبر صافرة البداية حتى كان الزمالك قد أطبق اليد على مجريات الأمور بهدفه الأول فى الدقيقة الثانية بتمريرة رائعة من عبد الشافى ليودعها أوباما المرمى باتقان.
مباراة العمر لهذا الجيل وكما عودتنا أجيال الزمالك المتعاقبة خاصة فى المباريات التى تتطلب همة الرجال والإرادة فكان التصميم والتحدى والقتال والثقة بالنفس لانتزاع الكأس التى كانت هدف كل زملكاوى يحب الفانلة البيضاء أم خطين حمر معشوقتنا التى تجمعنا فى كل وقت.
كل الترشيحات التى روجها الادعياء قبل الخصوم كانت ولا أدرى من أين جاءوا بتلك الافتكاسات الخائبة تقول إن نسبة فوز الترجى تصل إلى ٨٠% وإن الزمالك فرصه لا تتعدى الـ ٢٠% بل والأدهى تصريحات نسبت لمسئولى الترجى أن الزمالك أضعف وأسهل الفرق التى يمكن أن يواجهها الترجى الرهيب، هؤلاء نسوا أن الزمالك مشهور بأنه قاهر العمالقة وعندما تستفز عزائمه يصبح كالمارد الجبار يحقق ما لا يمكن أن يتصوره أحد وهو ما ظهر فى مجريات المباراة المثيرة، فنحن الزملكاوية ودائما ما نردد أننا عند الشدائد أو بالبلدى عند الزنقة نخرج ما يخرجه المارد وأحلى وأمتع ما لدينا ومازلت أذكر مباراة الزمالك فى بطولة أفريقيا عام ١٩٨٤ أمام فريق جت تيزى أوزو الجزائرى وأعتقد أن اسمه الآن شبيبة القبائل وانهزم الزمالك فى الجزائر ٣/١ وجاءت مباراة العودة ليفوز الزمالك الذى امتلك إرادة التحدى ٣/٠ ليصعد للمباراة قبل النهائية ثم للنهائية ويفوز بالكأس، وكان لهدف إبراهيم يوسف فى الدقيقة الـ ٩٣ من المباراة الأولى فعل السحر.
الزمالك حقق الفوز بالسوبر الأفريقية للمرة الرابعة فى قلب الدوحة بجدارة بعد أن كان الكل يقلل من قدرته على ذلك بل وحتى لو وصل لمرحلة ضربات الجزاء لكنها الإرادة الفولاذية التى تحلى بها اللاعبون والثقة بالنفس التى اتسموا بها منذ اللحظة الأولى بجانب التخطيط السليم وحسن إدارة المباراة من قبل الكوتش ومعاونيه الذين وضعوا أمام أعينهم الفوز بالكأس فتحقق لهم ما أرادوا ولا يمكن أن ننسى هنا الجمهور العظيم الذى دعم بهتافه الذى كان يرج أرجاء الملعب وثقة اللاعبين بأنفسهم فتفوقوا رغم امتلاك الترجى للسيطرة كما ادعى المحللون والبداية كانت بالاستقبال الرائع فى المطار ثم المساندة فى الملعب طوال المباراة مما كان له فعل السحر.
والتحية والمباركة يجب ألا تغفل الدور الذى لعبه الصديق المستشار مرتضى منصور رئيس النادى لما بعث الطمأنينة فى قلوب اللاعبين فى طلب الحماية من الاتحاد الأفريقى وهو ما تحقق رغم تشكيك المغرضين فتحققت الثقة بالنفس والأمان المطلوب لنفوز فى جو رائع الجمال أبدعنا فيه وسط تصفيق وذهول آخرين.
الجميل فى الأمر أن الزمالك أخرص وأبطل بأدائه وفوزه وانتصاره الرائع الألسن والذين كانوا يسنون السكاكين لذبحه لو خسر حتى يحطموه فى مباراة السوبر المصرى الخميس القادم ولكن فعلها رجال الزمالك فأخرسهم ولم يملكوا إلا أن يهنأوا الزمالك بالفوز «على عينهم» ولم تمض إلا ٢٤ ساعة إلا وعادت أقلامهم تنفس السموم مؤكدة تماما كما فعلوا قبل لقاء الترجى أن الفوز لا محالة للأهلى قاهر فرق الدورى على مدى ١٥ أسبوعا وأنه سيسحق الزمالك لا محالة مع أنها مباراة ٩٠ دقيقة فيها كل الاحتمالات.
يا أبطال الزمالك لقد فزتم بالثقة فى النفس والإرادة والتحدى بالبطولة القارية التى تحسب فى رصيدكم الدولى وفرحتم جمهوركم وكلنا ثقة أن تلكم الإرادة والثقة فى النفس هما سلاحكم تسلحوا بهما والنتيحة بيد الله. مبروك للزمالك انجازه وأبطاله وعودة الروح.