الوصل والفصل

أغانى المهرجانات

محمد السيد عيد
محمد السيد عيد

محمد السيد عيد

فى الفترة الأخيرة حققت أغنية اسمها «بنت الجيران» لواحد من مطربى المهرجانات، اسمه حسن شاكوش، حوالى ثمانين مليون مشاهدة على اليوتيوب، لتحتل المركز الثانى عالمياً من حيث عدد المشاهدات. ودارت مناقشات كثيرة حول هذا الأمر، وتساءل بعض المحاورين عن سر ظاهرة المهرجانات وانتشارها، وأود أن أفسر الظاهرة.
فى رأيى أن أغانى المهرجانات أحد تجليات ثقافة العشوائيات التى انتشرت فى الفترة الأخيرة. إن معظم مطربى المهرجانات لا يعرفون القراءة والكتابة، أو حصلوا على الإعدادية على الأكثر، أى أنهم جهلة، أو شبه جهلة، وبالتالى فهم لا يتذوقون الكلمات، ولا يميزون بين الغث والسمين، ويغنون فى أحيان كثيرة للحشيش، والسجائر البني، والخمور، ومعانٍ هابطة أخرى تمثل مفردات حياة العشوائيات.
وثقافة العشوائيات لا تقتصر على الغناء، بل تمتد للسينما أيضاً. انظر لشخصية اللنبى مثلاً، الذى يتناول المخدرات والحبوب، ولا يستطيع أن ينطق لفظاً سليماً، انظر لمعظم أفلام محمد رمضان لكى ترى الولد الصايع الذى يعتمد على العنف الجسدى فى حياته، أضف إلى ذلك أفلام الأكشن التى يقدمها أمير كرارة، وآخرها كازابلانكا، لترى الولد الخارج على القانون، وهو يدخل صراعات قاتلة مع خارجين آخرين على القانون، ويمارسون جميعاً عنفاً مفرطاً. أليس هذا نموذجاً لسكان العشوائيات؟
وينطبق على مسلسلات التلفزيون ما ينطبق على أفلام السينما، وحسبك أن تتذكر مسلسلات مثل حوارى بوخارست، وابن حلال، والأسطورة، وولد الغلابة. إن النموذج العشوائى يقوم على أساسين، هما: الخروج على القانون (تجارة المخدرات، الآثار، القتل، السرقة... إلخ)، واستخدام العنف. فهل ترى كيف تحاول ثقافة العشوائيات أن تفرض نفسها على المجتمع المصرى؟.
والسبب فى انتشار ثقافة العشوائيات هو تراجع الطبقة الوسطي، وتراجع ثقافتها التى كنا نراها فى أغانى أم كلثوم وعبد الوهاب وعبد الحليم أمام أغانى العشوائيات التى يمثلها شاكوش، وحمو بيكا.
لقد أنتجت ثقافة الطبقة الوسطى فى السينما أفلاماً مثل شيء من الخوف، ورد قلبي، وواإسلاماه، أما ثقافة العشوائيات فقدمت لنا عبده موته، وغيره.
إن الاستسلام لثقافة العشوائيات هو الطريق للهاوية، فلننتبه.