حكايات| «جيمس».. لص حيّر أمريكا فاحتفل العالم بجرائمه

أشهر لص مصارف
أشهر لص مصارف

هل يمكن أن تحول ظروف الحياة مهما كانت قسوتها شخصا مسالما إلى مجرم؟ ذلك طبيعي والقصص حول ذلك تملأ صفحات التاريخ، من بين تلك الصفحات يأتي يوم 13 فبراير من كل عام ليذكرنا بأشهر لص عرفه العالم، فهو ليس لصا مثل كل اللصوص إنها هو لص يحتفل العالم كله بجرائمه.. فما الحكاية؟

 

 

قلب في الزمان العتيق أو حتى القريب فلن تجد لصا تحوي قصتا كل تلك الغرائب مثل ما قام به «جيسي جيمس» أشهر لص في التاريخ وصاحب أول عملية سطو على بنك في التاريخ، حدث ذلك في أمريكا وتحديدًا في مثل هذا اليوم 13 فبراير من عام 1866.

 

العالم يحتفل بالسرقة

 


13 فبراير العالم كله يتذكر «جيسي جيمس» بأفعاله الإجرامية، حيث أصبح يوما للاحتفال بـ«اليوم العالمي لسرقة البنوك»، وهي مناسبة تعد من أغرب المناسبات التي يتم إحياؤها في العالم، وسميت الاحتفالية بهذا الاسم نسبة إلى اللص الأسطوري جيسي جيمس أول لص بنوك في العالم.

 

لكن ما سبب تحديد هذا اليوم الغريب للاحتفال، العلة في ذلك ترجع إلى خلفية اللص الأسطوري جيسي جيمس وسيرته التي تذكرنا بأفلام «الويسترن» الأمريكية في ستينيات القرن الفائت، حيث شكلت قصة حياته هوسا دراميا للعديد من الفنانين والمنتجين وصناع السينما.

 

بطولات لص

 

السنيما حولت جرائم «جيمس» إلى أعمال فنية كان آخرها فيلم بعنوان «اغتيال جيسي جيمس مِن قِبل الجبان روبرت فورد» فيلم أمريكي إنتاج 2007، مقتبس عن رواية «رون هانسن» التي تحمل نفس الاسم وتحكي قصة حياته.

 


 نقطة تحول


في ولاية «ميسوري» ولد جيمس في 5 سبتمبر1847، ضمن أربعة أشقاء، وتزوجت والدته بعد وفاة والده عدة مرات من بينهم الطبيب روبين صامويل، الذي حارب جيسي، بشكل غير رسمي في الحرب الأهلية الأمريكية بين الجنوب والشمال مع عصابة «بلودي بيل أندرسون» الجنوبية.

 

يبدو أن تلك الحرب خطت لحياة «جيمس» طريقا مغايرا لم يصل إلى مخيلته يوما ما، فبعد نهاية الحرب استسلمت الجماعات المقاتلة الذي قاتل فيها الرجل، وقام المحاربون القادمون من الشمال بمعاملة المجندين السابقين الجنوبيين بقسوة وعنف حيث تم منعهم من العفو الكامل والمهن التخصصية وتم وضعهم في السجون لأسباب مختلفة وبحجج واهية.

 

هنا تحول لـ«لص»

 

ظروف ما بعد تلك الحرب زاد من عمليات الغضب والترصد تجاه المحاربين القادمين من الشمال الأمريكي، لكن إصابة «جيسى» بطلق ناري من الشماليين تحت غطاء الهدنة دفعت به إلى الجنون وأصبح ناقمًا على كل حياته وعلى المجتمع الذي يعيش فيه، وتسبب هذا الحادث في تحويل وجهة حياته بنسبة 180 درجة.https://Images.akhbarelyom.com/UP/20200214024432505.jpg

 

 

«جيسى» قرر الاتجاه إلى عالم الجريمة، وبدأ حياته الإجرامية بحادث سطو كان يعتبر فريدًا من نوعه آنذاك ويمثل نقله وجرأة غريبة في عالم الجريمة بعد قيامة بالسطو على بنك أمريكا في 13 فبراير من عام 1866 وسرقته.

 


أول جريمة لـ«جيمس»


أسس «جيمس» عصابة عام 1867 تخصصت في سرقة المصارف والقطارات والقتل والسطو وهاجمت عربات البريد والمحال والناس، وكانوا يتفاخروا بأنهم لم يسرقوا صديقًا أو قسًا أو جنوبيًا أو أرملة.

 

في 7 سبتمبر 1876 كادت العصابة أن تدمر أول بنك وطني في ولاية «نورفيلد» بينما كانت تتم سرقته من ثمانية لصوص وخلال محاولة السطو، ذهب ثلاثة من أعضاء العصابة إلى الداخل وطلبوا من أمين الصندوق فتح الخزينة، لكنه رفض.

 

مع قدوم الشرطة تبادل الطرفان إطلاق النار، في عملية انتهت بقتل العصابة أمين الصندوق المصرفي، ونجح فقط أشقاء جيمس في الهروب قبل إلقاء القبض عليهم.

 

واقعة غريبة

 

في رد فعل غريب، عام 1881 وضع حاكم ميزوري توماس كريتند، عرضا قوامه 30000 دولار أمريكي لمن يقبض عليه حيًا أو ميتًا، وفي نفس الوقت عرض جيمس 50000 دولار لمن يقتل الحاكم توماس، ما دفع السلطات الأمريكية إلى الإعلان عنه خارجًا عن القانون بعد قيامة بالعديد من العمليات الإجرامية.

 

https://Images.akhbarelyom.com/UP/20200214024624974.jpg
 

لعل من أشهر جرائمه أيضًا قيامة بالسطو على منزل عائلة أحد المحققين في منتصف الليل أدى إلى مقتل أخيه الأصغر وقطع يد أمه، وطوال هذه السنوات كانت السلطات الأمريكية تعلن مرارًا وتكرارًا أنه «مطلوب حيًا أو ميتًا».

 

نهاية جيمس.. ولغز مقتله


«جيسي جيمس» نجح في الهروب والاختفاء عن أعين كل رجال الشرطة الأمريكية طيلة 16 عامًا وحتى لحظة وفاته التي شابها الكثير من الغموض والمغالطات، حتى قيل إنه لقي مصرعه عن عمر ناهز الـ 34 عامًا برصاصة من الخلف أثناء تواجده محل سكنه بمقاطعة «سانتى جوزف» تحت اسم مستعار هو توماس هوارد.

 

 

لكن ما لم يكن يعلمه جيسي، أن روبرت فورد، وشقيقة ديك ليدل، عقدا جلسة خاصة مع حاكم «ميسوري»، والذي وعدهما بأن يحصلا على المكافأة المالية التي وضعها لمن يقبض على «جيمس»، والتي بلغت 10 آلاف دولار، وأعطاهما ضمانة بالعفو في حال نجاحهما في قتل جيسي.

 

خيانة بين اللصوص

 

أثناء الإفطار الذي أعدته زوجة جيسي، جلس الأخوان «فورد» وجيسي جيمس، يتناولون الطعام، الثلاثة يجلسون في غرفة المعيشة يتحضرون لعملية السرقة الجديدة، اليوم كان شديد الحرارة، لذا اضطر جيسي أن يخلع معطفه، فكشف ذلك عنhttps://Images.akhbarelyom.com/UP/20200214024504802.jpg مسدسيه المعلقين في خصره ولأول مرة –كما قال روبرت فورد- يخلع جيسي حزامه الذي يحمل مسدسيه ويضعه على الأريكة.

 

جيسي قام بتفقد إحدى الصور التي غطاها التراب وهو غير مسلح فقتله من الخلف أحد أعضاء عصابته وهو «روبرت فورد» في 3 أبريل 1882، من أجل الجائزة، وهرول الأخوان «فورد» إلى حاكم ميسوري بعد قتل جيسي فورًا للحصول على نقودهما، لكن تم القبض عليهما، والحكم بالإعدام شنقًا في يومٍ واحد.

نهاية قاسية

 

قبل الإعدام تدخل الحاكم كما وعدهما وتم العفو عنهما، لكن الجائزة المالية التي حلما بالحصول عليها لم تكن 10 آلاف دولار، إنما حصلا على 500 دولار فقط، أصيب تشارلي بالدرن، وأدمن المورفين، الذي كان يريحه من الألم، وانتهى به الأمر بالانتحار في 4 مايو 1884، بينما حصل روبرت على مشروعه الخاص، الذي بدأه في كولورادو، وهو صالون للعب القمار.

 


 

على قبره «خائن وجبان»


 عقب وفاة جيسي جيمس، قامت والدته بالحفاظ على ذكراه حيث فتحت بيته للعامة وأخذت رسم دخول عليه وحبات من قبره الذي كُتب على إحدى جوانبه صاحب هذا القبر «قُتل من قبل خائن وجبان لا يستحق اسمه الظهور هنا».

 

https://Images.akhbarelyom.com/UP/20200214024643333.jpg

 

قيل إن صورة جثته بيعت بـ 25 سنتا في منتصف الثمانينات من القرن الـ19 وحفر نصب رخامي بطول 18 والباحثون عن الكنوز لا يزالون يتعقبون كنزه الذي يقال أنه مدفون في «تلال أوزارك».



 

لكن مهما تنوعت وتعددت الأقاويل حول «جيمي جيمس» يبقى الشيء الوحيد المؤكد أنه يعد واحدًا من أشهر اللصوص الذين خلدهم التاريخ ويعود إليه الفضل في تحديد يوم 13 فبراير من كل عام للاحتفال بـ«اليوم العالمي لسرقة البنوك».