في «دير البنات».. حكاية الحب المفقود

في «دير البنات».. حكاية الحب المفقود
في «دير البنات».. حكاية الحب المفقود

يعد "وادي فيران" كنزا أثريا وسياحيا وبيئيا، ينتظر الاستغلال الأمثل، بوضعه على خريطة السياحة المحلية والدولية باعتباره متحفًا مكشوفًا لأقدم كاتدرائية في سيناء، قبل إنشاء دير سانت كاترين.

 

ويقول خبير الآثار، الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بمناطق آثار جنوب سيناء، إن التسمية الصحيحة هى دير البنات وليست دير السبع بنات، حيث إن دير البنات القديم كشفت عنه بعثة أثار المعهد الألمانى بالقاهرة برئاسة الدكتور "بيتر جروسمان" موسم حفائر 1990 تحت إشراف منطقة جنوب سيناء للأثار الإسل.

 

وأوضح قائلا: "يعود الدير للفترة من القرن الخامس إلى السادس الميلادي، وبحكم أنه يشرف على الطريق، فمن المحتمل استخدام المبنى في وقت من الأوقات كنقطة عسكرية بيزنطية، لتحمى المدخل الجنوبى إلى وادى فيران".

 

وقال الدكتور ريحان أن سبب إطلاق جبل البنات على الجبل الذي يعلوه دير البنات أن فتاتين من أهل المنطقة أحبتا شابين، وحين رفض أهلهما الزواج ربطتا ضفائرهما معًا وقفزتا من أعلى الجبل.

 

وأشار الدكتور ريحان إلى أن دير البنات القائم حاليًا، والذي يقع ملاصقًا لتل محرض الأثري، حكايته بدأت عام 1898م حين حصل دير سانت كاترين على حديقة كبيرة بهذا الموقع، يسقيها خزان كبير، وقام راهبان من دير سانت كاترين، ببناء كنيسة بهذه الحديقة عام 1970م تسمى كنيسة سيدنا موسى، وتم بناء دير حول هذه الكنيسة عام 1979م، يتميز بأشجار السرو الباسقة، رمزًا للخلود وخصص للراهبات التابعين لدير سانت كاترين، ويسمى دير البنات الحديث.

 

ولفت الدكتور ريحان، إلى أن وادى فيران يقع على بعد 60 كم شمال غرب دير سانت كاترين طوله 5 كم، وعرضه ما بين 250 إلى 375م وكان يتميز بغزارة المياه من الآبار والعيون التى تغذى حدائق الوادي، وقد نضبت بعض آبار الوادى، مما أدى لقلة المياه، وقد أخذ الوادى شهرته من وجوده فى سفح جبل سربال العظيم الذى يبلغ ارتفاعه 2070م فوق مستوى سطح البحر، واسم سربال ارتبط بشجر النخيل عند سفح الجبل، وكان الجبل محل تقديس قبل رحلة خروج بنى إسرائيل إلى سيناء.

 

وينوه الدكتور ريحان إلى أن الوادي يحتضن مدينة مسيحية متكاملة مكتشفة بتل محرض الأثرى تحوى أثارا عمرها أكثر من 1500عام من القرن الرابع إلى السادس الميلادي شهدت قدوم المسيحيين إليها من أوروبا آمنين مطمئنين على أرض الفيروز فى رحلتهم إلى القدس عبر سيناء، ومنهم الراهب كوزماس عام 535م والراهب أنطونيوس عام 565م وكان الوادى ملجأً للمتوحدين الأوائل بسيناء الذين لجأوا إليه هربًا من اضطهاد الرومان فى القرن الرابع الميلادى وبنوا قلايا (مكان تعبد الراهب) من أحجار الوادى ما زالت باقية حتى الآن، ويواجه تل محرض جبل الطاحونة الذى يرتفع 886م فوق مستوى سطح البحر، ويضم قلايا مسيحية من القرن الرابع الميلادى، وكنائس من القرن الخامس والسادس الميلادى.

 

وطالب الدكتور ريحان بالاستفادة من وادى فيران الكنز الأثرى والطبيعى، بتحويله لمتحف حضارى طبيعى مكشوف يضم الكنوز الأثرية التى تؤكد التعايش الحضارى والتسامح على أرض مصر، لتنشيط السياحة الثقافية والدينية بالوادى، واستغلال مجارى السيول بالوادى، بعمل سدود وخزانات لتوفير المياه وإعادة اللون الأخضر لأشجار الوادى التاريخية، واستغلال الطبيعة المتفردة من جبال لها سحر خاص يجمع بين البشر والحجر والشجر فى مكان واحد، وذلك لتنشيط السياحة الأثرية والدينية والبيئية بالوادى.