نهار

زمن عد الأصابع!!

عبلة الروينى
عبلة الروينى

هل هى سرقة بالفعل؟!...أم تنازع حول حقوق ملكية إبداعية؟!... أم هى كتابة فوق كتابة لم يسبق أن أثارت جدلا؟!....
فى كتابه «أرواح على الهامش».. لا يكتفى الكاتب الصحفى خيرى حسن بحكايا الموهوبين التعساء، لكنه يذهب أبعد من ذلك، مدافعا عن سيرتهم وحقوقهم.. فى الفصل المخصص لشاعر العامية الراحل «زكى عمر»... يتوقف خيرى حسن حول أغنية «مدد مدد.. شدى حيلك يا بلد» كتبها زكى عمر بعد حرب ٦٧ ليغنيها محمد نوح ضمن مسرحية (مدد مدد شدى حيلك يا بلد) التى قدمها المخرج عبد الغفار عودة على مسرح الجمهورية ١٩٧٢... ليؤكد أن ما حدث مع الأغنية، ونسبتها بعد ذلك للشاعر إبراهيم رضوان، هو عدوان وسطو مسلح وتواطؤ، وسرقة عمرها ٥٠ عاما، لا ينبغى السكوت عنها....
والمؤكد أن زكى عمر هو من كتب (مدد مدد شدى حيلك يا بلد.. وإن كان فى أرضك مات شهيد فى ألف غيره بيتولد)... تؤكدها (تواريخ الكتابة وأفيشات المسرحية، وكتابات النقاد المسرحيين فى تلك الفترة، وشهادات الشعراء).. وتؤكدها شهادة الكاتب والسياسى عبد الغفار شكر (قولا واحدا لا فصال فيه.. مدد مدد، كتبها زكى عمر) مشيرا إلى أنه سمع الأغنية بصوت الشاعر على مسرح أوبرا المنصورة ١٩٧٢..
والمؤكد أيضا أن الشاعر إبراهيم رضوان، أعاد كتابة الأغنية، أو كتب أغنية جديدة، محتفظا بمطلع (مدد مدد شدى حيلك يا بلد) ليغنيها محمد نوح ضمن ريبورتواره (خاصة بعد خلافه مع زكى عمر)....
يعنى نحن أمام نسختين من (مدد مدد شدى حيلك يا بلد) كتبها شاعران... أحدهما سقطت كل حقوقه المادية والأدبية برغم أنه صاحب الأغنية الحقيقى أو صاحبها الأول... لنكون أمام سؤال هل نسخ شاعر مطلع أغنية كتبها شاعر آخر.. وكتابة كلمات أخرى جديدة على نفس المطلع، تعتبر سرقة؟!... فى الموسيقى هناك عدد محدد للموازير الموسيقية التى يمكن نقلها من لحن آخر، إن تجاوزها الموسيقى تعتبر سرقة... كم يا ترى عدد العبارات، التى يمكن أن يأخذها الشاعر لتكون سرقة؟!..
منتهى العبث... أصبحنا نعد أصابعنا!!