أحلام مصرية جداً

تحقيق الحلم الأفريقى

نهاد عرفة
نهاد عرفة

الحلم هوَ الخطوة الأولى، نقطة البداية لتحقيق فكرة أو طموح شخصي، ومن أجمل الأحلام أن تحلم بتحقيق أحلام وطموحات الآخرين، أشخاص، مجتمعات، بلدان، وحين تبدأ فى تنفيذه متغلباً على التحديات والمعوقات، ييقى آثاره لأجيال قادمة، كلنا حلم بيوتوبيا المدينة الفاضلة لأفلاطون التى تتحقق فيها السعادة والاستقرار، إنها البداية، لخلق عالم نظيف بلا صراعات أو ضغائن. أتحدث هنا عن الحلم المصرى الأفريقي، الحلم الذى بدأ تنفيذه الزعيم الراحل جمال عبد الناصر بالتخلص من الاستعمار فى بلدان القارة الأفريقية وربطها اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا برباط قوى متماسك، عشنا الحلم معه فى ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، والذى ما لبث أن تفكك وتوارى بوفاته، ليبدأ عام رئاسة مصر للإتحاد الأفريقى بالأمل فى إعادة الحلم، البدء فى سريان اتفاقية التجارة الحرة بين بلدان القارة الأفريقية من أبرز الإنجازات التى تحققت خلال هذا العام، كانت الاتفاقية فكرة مجمدة، والبدء فى تنفيذها يؤدى إلى تسهيل الحركة التجارية بين بلدان القارة، وبالتنفيذ تزال القيود الجمركية أمام الحركة التجارية لخلق سوق قارى للسلع والخدمات يضم أكثر من مليار نسمة ويفوق حجم الناتج المحلى له عن ثلاثة ترليونات دولار، ويزيد من جلب الاستثمارات وتحسين القدرة التنافسية لاقتصاديات دول القارة، كانت التحديات كبيرة وكثيرة وقت تسلم مصر رئاسة الاتحاد الأفريقى فى العام الماضي، وأكثرها المخاطر الناجمة عن النزاعات والإرهاب والتطرف، ولكن ماقام به الرئيس السيسى بمحاولة حل مشاكل الدول الأفريقية وتنفيذ العديد من المشروعات بها وإطلاق خطة عمل لتطوير البنية التحتية وخطوط للسكك الحديدية، وامتداد المشروع الرائع 100 مليون صحة فى مصر، بإطلاق المبادرة المصرية للقضاء على فيروس سى لمليون مواطن أفريقى، كل هذا على سبيل المثال لا الحصر، أدى إلى تعزيز حالة السلم والأمن فى دول القارة، تمكين ودعم المرأة والشباب الأفريقى بالتعليم والصحة والوسائل التكنولوجية، امتلأ العام بالأحداث التى أعادت للقارة الأفريقية بهاءها، مشاركة الرئيس السيسى فى العديد من المؤتمرات والقمم الدولية فى قارات العالم مدافعاً بقوة عن المطالبة بحقوق الشعوب الأفريقية فى التنمية والاستقرار والرخاء كان له أكبر الأثر فى إعادة وضعها بإباء على الخريطة العالمية.