قريباً من السياسة

نجح المعرض وبقيت المشاكل!

محمد الشماع
محمد الشماع

محمد الشماع

النجاح الكبير الذى حققه معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الـ٥١ والإقبال الجماهيرى غير المسبوق فى تاريخ المعرض. مما اضطر إدارة المعرض إلى مد ساعات عمل شباك التذاكر حتى الثامنة مساء رغم البرد الشديد معظم أيام المعرض، ومشاركة الجمهور المصرى والعربى والأجنبى وزيادة مشاركة دور النشر وعدد الدول التى شاركت لأول مرة فى المعرض هذا العام ومنها جنوب أفريقيا وبعض الدول العربية واللقاءات التى عقدت خلال أيام المعرض وشارك فيها الأدباء والمفكرون والكتاب ونجوم الفن والرياضة إلى جانب حفلات التوقيع التى أقيمت أثناء المعرض مما أعطى المعرض زخما كبيرا ونجاحا يؤكد أن المعرض أصبح نافذة ثقافية كبرى لتقديم الإبداع الفكرى المصرى.. لكن تظل المشاكل التى يعانى منها الكتاب والأدباء والمفكرون والناشرون كما هى دون أى محاولات لمواجهتها ولحفظ حقوق هؤلاء، فهناك مخاوف من أن تتحول مصر إلى مركز لتزوير الكتب فى المنطقة العربية، خاصة بعد أن تم ضبط ١٥٠٠ قضية تزوير فى مصر مؤخرا، كذلك هناك مطالب بزيادة فترة الحق المالى للمؤلف والورثة من ٥٠ إلى ٧٠ عاما، كما فعلت ذلك كل دول العالم لتحافظ على حق المؤلف وورثته، وذلك للحفاظ على حق الإبداع والمحافظة على صناعة النشر ثانياً.
كما أن قضية فرض الجمارك على مدخلات صناعة الكتاب مثل الورق والأحبار والزنكات ومواد الطباعة يؤدى إلى كساد صناعة الكتاب ويوقف حركة النشر وان تخفيض الجمارك يؤدى إلى توافر الكتاب للقارئ بسعر مناسب ويساعد على القضاء على ظاهرة القرصنة والتزوير، كما يقضى على القرصنة الإلكترونية، حيث تم ضبط ٦٣ موقعا تورطت فى قرصنة الكتب سنوات طوالا مضت ونحن نعقد اللجان والاجتماعات والندوات لحل المشكلة لكن المشكلة تتزايد والقرصنة مستمرة وفى تصاعد والخاسر هو القارئ بسبب انحسار حركة النشر والإبداع وتزايد أرباح القراصنة ولصوص الفكر.
توقف المؤسسات الحكومية التى كانت تتحمل عبئا كبيرا فى الكلفة وكان يلجأ إليها الكتاب والمفكرون من جيل الوسط والشباب لا يجدون أمامهم سوى تحمل تكلفة الطباعة لكى تخرج أفكارهم وإبداعاتهم للقراء لكنهم يتحملون خسائر كبيرة تمنعهم من تكرار التجربة.