نهار

المسرح البوليفونى...

عبلة الروينى
عبلة الروينى

ولأن مسرحية (مخدة الكحل) لانتصار عبد الفتاح،منذ عرضها الأول ١٩٩٨ وحتى امتدادها الحديث في(صبايا مخدة الكحل) المعروضة حاليا على مسرح الطليعة..عمل يمتزج فيه الصوت بالإيقاع بالجسد بالصورة فى تناغم بوليفوني...بدا تحديد مهمة المخرج غير واضح ، أو بدت مهمة المخرج متجاوزة التحديد..وصفت الناقدة اللبنانية د.وطفاء حمادة عمل انتصار عبد الفتاح بالبحث (المخرج الباحث)..انتصار نفسه وضع على بطاقة العرض المسرحى صبايا مخدة الكحل (رؤية فنية وإخراج)..كما لو أن هناك رؤية فنية وهناك إخراج!! أو كما لو أن مفردة الإخراج وحدها، ليست كافية للتعبير عن رؤى العرض البوليفوني!!.....ويسمح بإلقاء بعض الضوء على (المسرح البوليفوني) الذى سعى انتصار عبد الفتاح لتأسيسه فى كل أعماله المسرحية...
البوليفونية أساسا مصطلح موسيقي، يعني(تلاقى وتشابك مجموعة من الألحان فى لحظة واحدة، بحيث يحافظ كل لحن على كيانه الإيقاعى الخاص به، وبما يولد بينهما وحدة فنية مترابطة متناغمة)...والمقصود من تلك البوليفونية، هو الانفلات من هيمنة الصوت الواحد والرؤية الواحدة،والانفتاح على لغات متعددة ومختلفة.... فعلها سيد درويش فى الغناء وفى أوبريت(العشرة الطيبة)تحديدا، حيث تلاقت الألحان الشعبية وأصوات الباعة الجائلين، بالإنشاد الدينى وحلقات الذكر، بالألحان الشامية والموسيقى الكنسية.... بدأ انتصار عبد الفتاح مشروعه المسرحى بالمسرح الصوتى وبوليفونية الصوت فى عروض (الدربكة..ترنيمة٢،١..طبول فاوست) ومع مخدة الكحل ١٩٨٩ سعى لتأسيس المسرح البوليفوني.. مازجا التراث وطقوسه الشعبية بالحداثة.. وحركة الباليه الكلاسيك بالرقص الحديث بالإيقاعات الصوفية والإيقاعات النوبية،بينما تتعدد مستويات الموسيقى فى العرض من موشحات أندلسية وموسيقى سودانية وخليجية وصوتيات مختلفة ومتنوعة...لغات فنية متعددة صاغها انتصار عبد الفتاح فى تناغم بوليفوني، ليقدم سيمفونيته البصرية الصوتية..تجسيدا للمسرح البوليفوني.