قد يصاب الجسد بالعجز، فإعاقة الساقين تمنع السير والحركة، بينما الروح تظل صامدة طالما تسلحت بالعزيمة، هكذا عبر بطل الكاراتيه الدمياطي محمد شومان أزمته إذ كان ضحية لحادث سير.
سجل «شومان» اسمه بحروف من نور في السجلات الرياضة المحلية، ما جعله يسعى للعالمية، حيث حصل العديد من المراكز المتقدمة في بطولات الجمهورية للكاراتيه لذوي الاحتياجات الخاصة.
تلك البطولات ورائها قصة كفاح، إذ يقول «شومان» إنه من مواليد قرية ميت الخولي بمركز بمركز الزرقا بدمياط منذ طفولته يهوى ويمارس رياضة الكاراتيه حتى أصبح مدرب مساعد للكاراتيه بمركز شباب ميت الخولي، كما استمر في مراحل التعليم المختلف حتي حصل علي دبلوم فني صناعي. سعى البطل إلى تحسين مستوى معيشته فخرج للعمل كسائق توك توك، ولكن كان على موعد مع القدر في أعقاب ثورة يونيو 2013 .
وعلى حسب روايته كان يستقل التوك توك الخاص به ويستمع إلى أغنية تسلم الأيادي التي اغضبت أحد الكارهين لثورة يونيو من أتباع الجماعة الإرهابية، مما دفعه لصدم التوك توك بسيارته ليصاب بجروح وكسور بأنحاء متفرقة بجسده تطلب أن يرقد في مستشفى طوارئ المنصورة لمدة 3 أشهر .
إصابة أفضت لإعاقة تسبب الحادث بإصابة بالغة في الفقرات أدت إلى التزامه الفراش، وجاءت كلمات الطبيب كالصاعقة عندما أخبره أن سيقض الباقي من حياته ملازما للفراش فكان رده «اللي ربنا كتبه هشوفه» وكان هدفه الأول أن يستطيع أن يعاود الجلوس وأنا يغادر وضع الاستلقاء، وبالفعل أجرى عملية تثبيت فقرات وحقق هدفه باستطاعته الجلوس وبدأ بالجلوس على كرسي متحرك، ثم خرج لمركز الشباب وغلبه الحنين لرياضته المفضلة الكارتيه، لكن للأسف لا يسعه إلا المشاهدة الآن.
وعند لقائه بأحد المدربين طالبه بتدريبه على ممارسة اللعبة على هذا الوضع، ولكن لم تكن لديه خبرة كافية على التدريب عبر الكرسي المتحرك. البحث عن مدرب وبدأ «شومان» في البحث عن مدرب لذوي الاحتياجات الخاصة وكان في قرية أخرى تبعد عن محل إقامته بحوالي 17 كيلو، فقرر خوض التجربة وظل يذهب للتدريب 3 أشهر ولكن طول المسافة كان مشقة وعندما أخبر مدربه على طريقة التدريب بالكرسي بدأ يتطلع ويدربه حتى اكتسب خبرة التدريب.
اشتراك البطل الدمياطي في بطولة المحافظة وحصل علي المركز الأول واشترك في بطولة الجمهورية للكاراتيه لذوي الاحتياجات الخاصة في الإسكندرية، وحصل على المركز السادس بين 25 مشتركا وفي البطولة الثانية بالقاهرة حصل على المركز الثالث ومازال الحلم والهدف أمامه أن يحصل على المركز الأول وينضم لمنتخب مصر ويشارك في دورة الالعاب البارالمبية .
