خواطر

عزيمـــة وإرادة الشـــعب الصينـى السلاح الامضى لمحاصرة «كورونا»

جلال دويدار
جلال دويدار

مواجهة وتصدي الامم للكوارث والشدائد تعتمد وتستند فى إيجابياتها وفعاليتها بمدى ما تملكه من إرادة وعزيمة.


ان توافر هاتين الميزتين تعنى تعظيم القدرة على ايجاد الحلول الفاعلة التى تفتح الطريق للخلاص مما قد تتعرض له والقضاء على أية تداعيات له.


حول هذا الشأن تبرز هذه الأيام أزمة العملاق الصينى مع وباء «كورونا» الذى داهمه وأصبح خطرا يهدد استقرار العالم صحيا واقتصاديا.


ان رئيس دولة الصين التى أبهرت العالم بانطلاقتها الصناعية والاقتصادية الهائلة لم يتجاوز الحقيقة عندما أعلن ان بلاده تملك القدرة للسيطرة على كورونا وإنهاء وجودها. لم تمض ساعات على هذا التصريح الا واعلنت مراكز البحث الصينية اقتراب توصلها إلى دواء فاعل لعلاج هذا الوباء الذي أثار ويثير الهلع والقلق فى كل انحاء العالم.


 لاجدال ان هناك ثقة كبيرة فى امكانية توصل الصين دولة ال١٫٤ مليار نسمة لهذا الدواء. وفقا للاهتمامات والمتابعات الدولية والإعلامية فان هناك تركيزا بشكل خاص على تأثيرات وانعكاسات وتداعيات كورونا على الاوضاع الصناعية والاقتصادية الصينية. يأتى ذلك بحكم المكانة العالمية على دورها فى مسيرة الاقتصاد الدولى. كان من الطبيعى ان يكون لهذه الهواجس بعض التأثير السلبى على أداء البورصات المالية العالمية.
من ناحية اخرى فانه كان طبيعيا ان ما يجرى وما يرتبط بالتطورات ان يصبح محل متابعة وترقب من جانب الدول المتربصة بالمعجزة الصينية خاصة الولايات المتحدة بإدارتها الترامبية. يأتى ذلك انطلاقا من انها ترهن نجاحها بتحقيق انجازات اقتصادية على حساب الصين باعتبار ان ذلك يضمن للشعب الامريكى الرخاء والازدهار. هذه الادارة ترى فى الانطلاقة الصينية خطرا يحد من خططها لتحقيق هذا الهدف. انها لم تجد وسيلة لتعطيل هذه المسيرة سوى فرض الرسوم الحمائية غير المجدية على الصادرات الصينية الرخيصة التى تغرق الاسواق الامريكية.


ان لدى هذه الادارة الأمريكية أملا فى ان تعطل كورونا من انطلاقة القاطرة الصينية التى تتم على أسس راسخة بسرعة الصاروخ..لتحتل المرتبة الاولى لقمة الاقتصاد العالمى والتكنولوجى. ليس خافيًا ان الاحتياطات العالمية لمواجهة اخطار كورونا الصينية ترجع وبشكل اساسى إلى تعاظم حركة السفر والانتقال الواسعة بين الصينيين وشعوب العالم سواء بهدف التجارة او السياحة.


التوقعات تشير استنادا إلى عزيمة وإرادة الشعب الصينى إن ما يمكن ان تحدثه كورونا على الساحة الصينية لن يستمر طويلا لتبدأ من جديد مواصلة انطلاقتها. التحليلات ونتائج التجارب السابقة تؤكد ان قدرة الصين على تحقيق الانضباط  والالتزام يعد عاملا مهما للغاية فى السيطرة على الأمور وتصفية أية اثار سلبية لوباء كورونا.