نهار

حرية لينين الرملى...

عبلة الرويني
عبلة الرويني

كتب البعض أن لينين الرملى ظلم مرتين.. ظلمته الدولة بتجاهلها الدائم لكتاب الكوميديا، وإقصائهم من الجوائز والتقدير!!.. وظلمه مثقفو اليسار، حين استبعدوه من دوائر إعلامهم واهتمامهم، وقاموا بتهميشه!!... وفى الحالين القراءة خاطئة تماما، فلم يكن لينين الرملى فى أى يوم كاتبا مظلوما، ولا مقهورا، لم يعان تهميشا ولا إقصاء.. على العكس على امتداد السنوات، كان هو الكاتب المسرحى الأكثر إنتاجا وحضورا على خشبة المسرح، وحين حصل على جائزة الأمير «كلاوس» الهولندية ٢٠٠٦ كانت حيثيات الجائزة (أنه الكاتب الأكثر تأثيرًا فى مجتمعه).. قدم لينين الرملى ٥٥ عملًا مسرحيًا، وأنشأ ستوديو ٢٠٠٠ مع الفنان محمد صبحى الذى شكل معه ثنائيا فنيا، قدما العديد من المسرحيات الناجحة. وحين افترقا كون لينين فرقته المسرحية الخاصة، وكان المؤلف والمخرج والمنتج... قدم ١٢ فيلمًا سينمائيًا منها «الإرهابى» و»بخيت وعديلة» بأجزائه الثلاثة لعادل إمام.. وقدم ٣٠ عملًا تليفزيونيًا «حكاية ميزو» لسمير غانم.. و»هند والدكتور نعمان» مع كمال الشناوى.. ومنحته الدولة جائزتها التشجيعية وجائزتها التقديرية، وحصد العديد من الجوائز والتكريمات فى الكثير من المهرجانات....
وبرغم أن لينين الرملى ابن لأب وأم يساريين، أو تحديدا شيوعيين.. اختاروا له اسم «لينين» واختاروا لشقيقه اسم «ستالين».. لكن لينين لم يكن يساريًا، أو تحديدًا كان معاديًا للناصرية، منتقدًا لعبد الناصر فى العديد من أعماله المسرحية.. لكن كتاباته وأفكاره ومواقفه كانت تتراوح بين الليبرالية واليسارية.. لا هو أخفى مواقفه وآراءه، ولا الناصريون أخفوا تحفظاتهم حوله... وفى كل الأحوال كان لينين الرملى، كاتبًا حرًا مستقلًا، مشغولًا بقضايا العقل والحق والعدل والحرية...