رؤية

التوءمان.. منار عنبة وزيرا ومنتصر مناع نائبا

صبرى غنيم
صبرى غنيم

- ليس من عادتى أن أبارك للوزير الجديد قبل أن يستقر ويعيد ترتيب البيت فى وزارته، لكن زيارتى التى رافقتنى فيها زميلتى الكاتبة الصحفية وفاء الغزالى مديرة التحرير بأخبار اليوم، لم تكن لإجراء حوار بقدر ما كانت زيارة شخصية للوزير الشاب محمد منار عنبه وزير الطيران الذى عايشت فترة تعليمه وهو يدرس الطيران فى أمريكا ثم بداية عمله كطيار فى مصر للطيران بحكم صداقتى بوالده العلامة المستشار كمال عنبة «أطال الله فى عمره» فقد شرفت بالتعاون معه طوال فترة عمله كمستشار قانونى للمرحوم اللواء فهيم ريان رئيس مصر للطيران، جانب رئاسته لقطاع الشئون القانونية للشركة، وكنت على أيامه الممثل الشخصى للأمير عبد الله الفيصل «رحمه الله» كوكيل لمصر للطيران بالمملكة.. وجانب عملى كصحفى كنت أمثله فى العلاقة مع مصر للطيران..
- للحق ما رأيت رجلا كريما بأخلاقيات المستشار كمال عنبة بارك الله فيه.. فقد كان يساند الضعفاء ويطالبنى بتوفير تأشيرات لسفر عمال مصر للطيران الذين هم على أبواب المعاش لأداء الحج على نفقة الشركة، وكان الأمير يستجيب لطلباته..
- وتوطدت العلاقة بينى وبين المستشار كمال عنبة ولا أنسى يوم أن تقابلنا فى لندن فى التسعينيات، دعانى لزيارة رجل الأعمال المصرى محمد نصير فى بيته وكان ساعتها يدرس الشراكة مع فودافون، ومعروف أنه هو الذى أدخل فودافون مصر.. وفى حضورى عرض نصير على المستشار عنبة أن يترك مصر للطيران ويعمل معهم فى فودافون، رفض «عنبة» هذا العرض وأكد أن مصر للطيران هى بيته.. هذا المشهد تكرر مع ابنه «منار» بعد تفوقه كطيار لجميع الطرازات، العروض الأجنبية أخذت تطارده، ولكنه كان يرفض.. عملا بمقولة والده أن مصر للطيران هى بيته.. فعلا هذا الشبل من ذاك الأسد..
- ولكم أن تتخيلوا تأثير هذا المشهد على الابن وهو فى موقع المسئولية، عندما قامت إحدى شركات طيران دولة معادية لمصر بتحديث أسطولها، وخططت فى أن تفتت القوى الضاربة فى مصر للطيران بسحب أكفأ الطيارين فيها للعمل لديها بإغرائهم بالمال، وامتدت خطة التدمير إلى أول أكاديمية للتدريب بمصر للطيران يرأسها كابتن طيار محمد منار عنبة بعد أن برزت بصماته بتدريب الطيارين حديثى التخرج على مختلف طرازات الطائرات، وجذب متدربين من أوروبا وأفريقيا والهند ليلتحقوا فى برامج الأكاديمية.. وحاولت هذه الشركة التأثير عليه بوصفه رئيسا للأكاديمية وقدمت له عرضا يحمل امتيازات له ولأسرته، جانب راتب ضخم بالدولار، لكنه أغلق الحوار فى وجوههم.. معلنا أن انتماءه لتراب مصر وليس للدولار!!..
- شفتم الفرق بين شرفاء الطيارين بمصر للطيران، وبين حفنة الإعلاميين وحثالة الفنانين الذين باعوا وطنهم من أجل حفنة دولارات ليرتموا فى أحضان الإخوان بتركيا، ينهشون فى جسد أمهم مصر كل ليلة على قناة الشرق وقناة مكملين، لكن نقول إيه لعدم الرباية وقلة الأصل وخيانة الوطن، فى حين أن أولادنا الشبان، الذين كبروا وترعرعوا فى شركتهم الوطنية ولم يرضخوا أمام مغريات الدولار معلنين انتماءهم للوطن، وهذا هو الكابتن منار عنبة يدخل فى تحد أمام هذا الحقد، ويقوم بتحويل الأكاديمية إلى أكاديمية عالمية، ويصبح لها صيت على ساحة الطيران الدولية..
- كان من الطبيعى أن يبهر القيادة السياسية بأدائه، وفى أول تغيير وزارى يضم وزيرا جديدا للطيران، تختاره القيادة السياسية على اعتبار أنه يناسب هذه المرحلة التى تحتاج إلى التطوير والتحديث والارتقاء بأسلوب العمل، ويصبح الكابتن طيار محمد منار عنبة وزيرا للطيران يعاونه الشاب منتصر مناع كنائب وزير، ومن حسن الحظ أن «منتصر» ليس غريبا على قطاع الطيران المدني، ولنبوغه انتدب فى الخارج باسم مصر ثم عاد إلى مصر نائبا للوزير، والشيء الذى أسعدنى خلال زيارتى لهما، الروح التى عليها الاثنان فهما نموذجان مشرفان، ينطبق عليهما المثل «لكل مجتهد نصيب» منار عنبة اجتهد فى أن يتمتع بخبرة من أكاديمية الطيران، يستطيع أن يحولها إلى قيمة علمية لها شأن عظيم فى الارتقاء بقطاعات الطيران المدني، فيحصد ثمار جهده كرسى الوزارة، ومناع يشرفنا فى الخارج كواجهة مصرية فيحصد عن هذا التشريف منصب نائب الوزير، والأجمل أن الاثنين يعملان كتوءمين..