«امنعوا القُبلات وافتحوا الشبابيك».. أطباء يقدمون روشتة الوقاية من الفيروسات المعدية

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

-«الصحة العالمية» عن «كورونا»: فيروس تنفسي مميت بدون لقاح.. و35% معدل الوفيات بين المصابين

 -«المغازي»: طهي الأغذية الطازجة والبعد عن «التيك أواي» أبرز سبل الوقاية.. والاسترخاء «ضروري»

-«عز الدين» تؤكد: التعقيم «مهم جدًا».. واحذروا ملامسة هذه الحيوانات

 

حالة من الهلع تسود العالم بسبب انتشار فيروس «كورونا»، ذلك الوباء الذي اكتسح مدينة كاملة في الصين وبدأ التوغل في جميع البلاد عن طريق تنقلات البشر، ففي الوقت الذي أعلنت فيه السلطات الصينية، أن عدد الوفيات المؤكدة في البلاد جراء فيروس كورونا المستجد ارتفع إلى 425 بعدما أودى هذا الفيروس التنفسي المميت بحياة 64 شخصًا إضافيا في مقاطعة هوبي، بؤرة الوباء في وسط البلاد، هرعت جميع البلاد في حظر رحلاتها الجوية والبحرية والبرية إلى الصين، ووجهت رحلات سريعة لإعادة رعاياها إليها سريعًا.

 

فيروس «كورونا»

وفيروس «كورونا»- وفقًا لمنظمة الصحة العالمية-، هو المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، وهي مرض تنفسي فيروسي يتسبب فيه أحد فيروسات كورونا، وهي عبارة عن فصيلة كبيرة من الفيروسات التي يمكن أن تتسبب في أمراض للبشر، يمتد طيفها من نزلة البرد الشائعة إلى المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة «سارس».

أما أعراضه، فهي أعراض الحالة النمطية لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، من الحمى والسعال أو ضيق التنفس، كما يُعد الالتهاب الرئوي شائعًا، ومع ذلك فقد أفيد بأن بعض الأشخاص المصابين بالعدوى عديمو الأعراض، وبُلّغ أيضاً عن الإصابة بأعراض مَعدِية معوية تشمل الإسهال، وقد تشمل الحالات الوخيمة الفشل التنفسي الذي يتطلب التنفس الاصطناعي والدعم في وحدة للعناية المركزة، وأصيب بعض المرضى بفشل في وظائف بعض الأعضاء، ولاسيما الفشل الكلوي أو الصدمة الإنتانية، ويبدو أن الفيروس يتسبب في مرض أشد وخامة لدى الأشخاص الذين يشكون من ضعف الجهاز المناعي، والمسنين، والأشخاص المصابين بأمراض مزمنة، مثل داء السكري والسرطان وأمراض الرئة المزمنة.

 

عدد الوفيات

ويبلغ معدل الوفيات بين الأشخاص المصابين بفيروس متلازمة الشرق الأوسط التنفسية- وفقًا للصحة العالمية-، نحو 35%، ومع ذلك فقد يكون هذا التقدير مبالغاً فيه، نظراً لأن نُظم الترصد القائمة قد لا تسجل الحالات الخفيفة، ولا يوجد حالياً أي لقاح أو علاج محدد لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، والعلاج المتاح هو علاج داعم ويتوقف على الحالة السريرية للمريض.

 

ثقافة الوقاية

وبعد تفشي «كورونا» واتخاذ إجراءات احترازية ضده في مصر وإتمام إجراءات الحجر الصحي على القادمين من الصين وخاصة معقل المرض، استلزم الأمر الحديث عن نشر ثقافة الوقاية من الفيروسات، لذا تناقش «بوابة أخبار اليوم» مع الخبراء ثقافة الوقاية عند المصريين بعد كورونا، وخصوصا لدى الأطفال.

 

السعال و«المنديل»

في البداية، قال الدكتور عصام المغازي، استشاري الأمراض الجلدية، إن هناك عدد من الإجراءات الوقائية لمنع انتشار الفيروسات بشكل عام، ومنها الكورونا بشكل خاص، أولها استخدم المنديل عند السعال أو العطس وتغطية الفم والأنف به، والتخلص منه في سلة النفايات ثم غسل اليدين جيدًا، وإذا لم يتوافر المنديل، فيفضل السعال أو العطس على أعلى الذراع وليس على اليدين، وأيضًا التعود على عدم السعال أو العطس فى وجوه الأخرين.

وذكر «المغازي» لـ«بوابة أخبار اليوم»، أن هناك عادات سلبية منتشرة فى المجتمع وبمثابة العرف لابد من القضاء عليها لمنع انتشار العدوى وانتقال الفيروس بين المواطنين، تتمثل هذه العادات فى المصافحة باليد ثم العناق، وتبادل القبلات، كل هذا يمكن أن يتسبب في نقل العدوى، مشددًا على أهمية تنشئة الأطفال على عدم لمس الأنف أو الفم أو العين إلا بعد غسل الأيدى أو تعقيمها حيث يسمح لمس العين أو الشفتين للميكروبات بغزو الغشاء المخاطى للجهاز التنفسى واختراقه.

وأكد استشاري الأمراض الصدرية، ضرورة تجنب الأماكن المزدحمة، والحرص على التواجد فى الأماكن جيدة التهوية، مع ضرورة استخدام الماسك خاصة للأطباء الذين يتعاملون مع المرضى، مضيفًا: «لابد أيضًا من نشر ثقافة أن يرتدى الشخص المصاب حتى بدور برد للماسك لعدم نشر الفيروس بين المواطنين، وغسل الأيدى بالماء والصابون العادى لمدة 20 ثانية على الأقل».

وواصل «المغازي» تقديم نصائحه للوقاية من الفيروسات، قائلًا: «عدم زيارة المريض الذي يحمل الفيروس حتى يتعافى نهائيا وإن كان هذا الأمر يتعارض مع العادات والتقاليد التي تربينا عليها، ولكن هذا الأمر لمصلحة الجميع سواء المريض أو الشخص السليم، والنظافة العامة بشكل عام هي أفضل وسيلة للوقاية ضرورة، بجانب زيادة مناعة الجسم لتكون حائط صد ضد أي فيروسات حالية أو مستقبلية، ويتم ذلك من خلال عدة طرق مثل النوم لفترات كافية والاستيقاظ المبكر لرفع المناعة من خلال الحصول على كميات وفيرة من الأكسجين قبل تلوث الهواء بعوادم السيارات، والعودة إلى ممارسة الحركة والأغذية الطبيعية الطازجة والبعد عن الأغذية الغربية السريع، والبعد عن التدخين والإدمان ومحاولة محاربة التوتر بتعلم فنون الاسترخاء (الصلاة والرياضة والموسيقى والبعد عن الاستخدام العشوائي للأدوية) من المضادات الحيوية والمسكنات والمنومات والمنشطات وأدوية الفضائيات الوهمية».

حماية الأطفال

أما الدكتورة سارة عز الدين، طبيب عام، فأكدت ضرورة غسل اليد بالماء والصابون لمدة لا تقل عن 20 ثانية قبل لمس الوجه، مع استخدام معقم كبديل أمثل لغسل اليد وتعقيمها في حال غياب الماء والصابون، وذلك قبل ارتداء الماسك الطبي في الأماكن المحتمل فيها ارتفاع نسبة العدوى.

وأضافت «عز الدين»، أن المعقم هو البديل الأمثل لغسل اليد، مشددة على أنه عند السعال والعطس لابد من تغطية الأنف والفم بمنديل أو بثنية بمرفقة الذراعة، مع تجنب المخالطة اللصيقة مع أي شخص تظهر عليه أعراض نزلات البرد أو الإنفلونزا وخاصة لدى الأطفال، مع طهي وجبات الحيوانات والطيور جيدا، مشددة على ضرورة التعامل مع الحيوانات البرية أو حيوانات المزرعة الحية دون استخدام وسائل الوقاية الشخصية.


«افتحوا الشبابيك»

ويقول الدكتور أشرف رياض، استشاري الأمراض الباطنية والقلب بجامعة القاهرة، إن الازدحام يؤدي إلى انتشار الأمراض، وخاصة ازدحام المترو الذي يساعد على انتشار أمراض الجهاز التنفسي التي من أهمها التهابات الشعب الهوائية وما يصاحبها من وجود بلغم ورشح وارتفاع في درجة الحرارة، ويمتد في أحيان أخرى إلى التهابات في الجيوب الأنفية التي تستغرق وقتًا طويلاً في العلاج، وخاصة عندما تصبح مزمنة، ناصحًا بضرورة التهوية الجيدة للمواصلات العامة.


ويوضح استشاري الأمراض الباطنية والقلب، أن الازدحام يؤثر أيضًا على المرضى الذين يعانون من انقباض الشعب الهوائية وضيقها المعروفة باسم حساسية الصدر، وتزداد الحساسية تعقيدًا وانتشارًا لعدم التهوية الجيدة الموجودة في المواصلات، كما تنتشر العدوى نظرا لتكدس المواطنين في مساحة قليلة في ازدحام المواصلات.