حبر على ورق

صانع الأمل 2020

نوال مصطفى
نوال مصطفى

«هذا العام يتبنى حفل صناع الأمل مشروعا انسانيا عظيما، سيذهب ريع الحفل من أجله. مشروع مستشفى البروفيسور مجدى يعقوب لعلاج أمراض القلب الخيرى فى مصر. الهدف أن يصنع الحفل أملا جديدا لآلاف القلوب المحتاجة للرعاية».
هذه التغريدة نشرها سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبى، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة ورئيس مجلس الوزراء على حسابه الشخصى على تويتر يوم الجمعة الماضى، حيث أعلن عن تبنيه لمشروع إنسانى عظيم.
أسعدنى الخبر جدا، بل طار قلبى من الفرحة. أن يجتمع رجلان نبيلان فى نقطة تلاقٍ ملؤها السمو، زادها العطاء، هدفها الناس الذين يحتاجون إلينا. الشيخ محمد بن راشد والدكتور مجدى يعقوب. الأول هو صانع الأمل الحقيقى الذى نذر حياته لإسعاد الآخرين ليس من أبناء شعبه الشقيق فى دولة الإمارات العربية فحسب، بل الإنسان فى كل قُطر عربى، من أجل هؤلاء أسس العديد من المبادرات الإنسانية المؤثرة فى حياة البشر. على رأس تلك المبادرات «صناع الأمل» و»تحدى القراءة» وغيرهما كثير.. أما الثانى فهو السير مجدى يعقوب، هذا الرجل الذى يخفق قلبى فرحا وتأثرا كلما ذكر اسمه، أو طالعت صورته فى أى وسيلة من وسائل الإعلام أو على مواقع التواصل الاجتماعى. هذا العبقرى الذى يحمل قلب طفل لا يكبر، وإنسانية صوفى زاهد فى الماديات الفانية، تواقا إلى انجاز إنسانى غير مسبوق.. مجدى يعقوب حصل على أعلى الجوائز، الأوسمة، والألقاب من بريطانيا، وقلدته الملكة هناك أرفع الأوسمة متوجة بلقب «سير» وهو لقب رفيع لا يمنح إلا للبريطانيين الذين كان لهم دور مؤثر، خالد فى تاريخ الإمبراطورية التى لا تغيب عنها الشمس. ترك يعقوب كل هذا الفخر والمجد وجاء يصنع تاريخا آخر للإنسانية فى مصر، وبالتحديد مدينة أسوان، موطن التاريخ المصرى القديم.
قصة هذا الكائن الاستثنائى تستحق أن تروى، وأن يصنع منها عشرات الأفلام والأعمال الأدبية. سيرة حياة عبقرى يعيش بقلب طفل، يطلق ابتسامته المشرقة، الصافية، ينثر عطر الحب المتدفق بلا حدود على من حوله، تطل من نافذة روحه الشفافة طاقة أمل مبهرة، يشحنها حبه غير المشروط للبشر، كل البشر دون تمييز بين لون أو جنس أو دين، ترجم كل هذا فى مشروعه الإنسانى العظيم، مستشفى ومعهد الدكتور مجدى يعقوب لعلاج قلوب الصغار، أحباب الله. الله الله الله.
هذا المشروع يعالج القلوب الموجوعة للكائنات الرقيقة، المرهفة، التى لا يستطيع إنسان فى قلبه رحمة أن يسمع صوت أنينها. أو كما قال الفنان العالمى عمر الشريف فى واحد من إعلانات المعهد بصوته الذى يهز القلب: «لإن صعب قوى نسيب طفل قلبه بيوجعه».. لذلك أسعدنى تبنى قامة كبيرة مثل سمو الشيخ محمد بن راشد لمشروع الدكتور مجدى يعقوب، وتخصيص ريع الحفل الضخم الذى سوف يقام بمدينة دبى بحضور كبار الشخصيات فى الوطن العربى لمعهد القلب بأسوان. تبنى صانع الأمل بن راشد للمشروع المصرى لن يتوقف عند ريع الحفل الذى من المقرر أن يحضره 12000 شخص، بل سيمتد إلى آفاق بعيدة أعرفها عن شخصية بن راشد الذى يضع كل دعمه ومساندته للمشروع الحقيقى الصادق الذى يقدم الخير ولا ينتظر المقابل إلا فى ابتسامة انسان يمتن لما قدمه.. لقد كانت مصر حاضرة منذ اطلاق مبادرة «صناع الأمل» عام 2017 بقوة، كان لى شرف الحصول على التكريم والتتويج من الشيخ محمد بن راشد ضمن خمسة من صناع الأمل عام 2018 تقديرا لمبادرتى ومشوارى الطويل الملىء بالانجازات فى تبنى قضية سجينات الفقر وأطفالهن. شاركنى أيضا المهندس محمود وحيد صاحب مؤسسة «معا لإنقاذ إنسان» وكان هو حامل اللقب. وكانت «ماما ماجى» هى الفائزة بالجائزة من مصر عام 2017.
النسخة الثالثة لمبادرة «صناع الأمل» يتنافس فيها 92 مشاركا من كل العالم، يوم الخميس 20 فبراير سيكون موعدهم جميعا مع اللحظة الفارقة فى حياة هؤلاء جميعا الذين يقومون بأروع انجاز كل فى القضية التى وهب لها حياته. ترى من هو صانع الأمل 2020؟