رحلة

صناعة الأمل بين الانطلاق والتشاؤم والتفاؤل

جلال دويدار
جلال دويدار

 أشارت آخر الإحصائيات الى أن عدد السياح الًوافدين إلى مصر بلغ العام الماضى (١٢٫٦ مليون سائح). هذا الرقم رغم ما يتسم به من تفاؤل مازال دون الرقم القياسى الذى حققته السياحة المصرية نهاية عام ٢٠١٠. هذا الإنجاز تم قبل أحداث ٢٥ يناير ٢٠١١ وما صاحبها من فوضى وانفلات أمنى وسطو جماعة الإرهاب الإخوانى على مقدرات مصر المحروسة.
 ما حققته السياحة فى نهاية ٢٠١٠ كان ١٥ مليون سائح أضافوا للدخل القومى بالعملات الأجنبية ما يربو على ١٤ مليار دولار. هذا الرقم الذى سجلته السياحة المصرية إبان تولى الوزير المهنى السياحى زهير جرانة وزارة السياحة كان فى حالة تصاعد. كان من المتوقع أن تصل أعداد السياح الوافدين إذا لم تكن قد دهمتنا أحداث يناير إلى ٢٠ مليون سائح على الأقل عام ٢٠١٥ والى ٢٥ مليون سائح عام ٢٠٢٠ أى هذا العام.
>>>
 لم تقتصر تأثيرات هذه الأحداث على توقف نمو صناعة الأمل وإنما أدى ما صاحبها من أحداث مأساوية إلى انحسار وتراجع أعداد السياح ليصلوا إلى خمس ما كانوا عليه نتيجة ممارسات وتعاملات الجاهلية الإخوانية. إنها عملت على حرمان ضيوفنا السياح من المقومات الطبيعية والتراثية التى أنعم الله بها على مصرنا الغالية. العامل الأسوأ الذى ساهم فى هذه الكارثة السياحية الاقتصادية لم يقتصر على فترة سطو هذه الجماعة على حكم مصر وإنما امتد إلى ما بعد أن ثار عليهم الشعب وأنهى حكمهم ووجودهم.
 تمثل ذلك فى لجوء فلولها إلى ممارسة الإرهاب الذى تأسست عليه أملا فى استعادة الحكم رغما عن إرادة الشعب. هذه الأعمال الإجرامية كانت أيضا من عوامل إحجام السياح عن زيارة مصر.
 كان هذا شيئًا طبيعيًا باعتبار أن السياحة تعد نشاطًا مرادفا لاستتباب السلام الذى يوفر الأمن والأمان للاستمتاع بفترة الزيارة أو الإجازة. هذه التداعيات السياحية كان لها تأثيرات هائلة على الوضع الاقتصادى بشكل عام. إن مردودها شمل نقص العملات الأجنبية وهو ما ترتبت عليه مشاكل فى توفير الكثير من الاحتياجات والخدمات التى كان من أهمها مواد الطاقة اللازمة لتوليد الكهرباء. نتيجة لهذا عاش المصريون فريسة لانقطاع الأنوار والمعاناة من الظلام. وبالخلاص من الحكم الإخوانى وإرساء دعائم ثورة ٣٠ يونيو عادت الأنوار لتضيء حياتنا مرة أخرى.
>>>
هكذا أراد الله العلى القدير إنهاء هذه الحقبة السوداء من تاريخ مصر المحروسة بدعمه ومباركته لثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣ التى كانت وراء بدء عملية إنقاذ مصر واستعادتها لتوازنها. كان أهم مهام دولة ٣٠ يونيو العمل على إقرار الأمن والأمان اللذين كانا دوما من سمات الحياة فى مصر. لتحقيق هذا الهدف كان لابد من القضاء على عصابات الإرهاب الإخوانية وهى المهمة الوطنية التى اضطلعت بها قوات الجيش والشرطة تنفيذا لتعليمات القيادة السياسية. نجاح هذين الجهازين فى تحقيق هذه المهمةً بكفاءة عالية أدى إلى عودة دولة الأمن والأمان.
 هذا التطور الأكثر من إيجابى انعكس على كل أوضاعنا بشكل عام وعلى السياحة بشكل خاص. كان محصلة ذلك هذا التصاعد فى أعداد السياح الذى أشرت إليه.
 عائد هذا الرواج السياحى ساهم فى ارتفاع الأرصدة الدولارية بالبنك المركزى وبالتالى تفعيل نجاح الإصلاح الاقتصادى ووضع نهاية لأزمات توفير الاحتياجات والارتفاع بمستوى الخدمات. ليس هناك من تعليق يمكن أن يقال سوى الدعاء بأن تستمر عناية المولى عز وجل ورعايته لمسيرتنا حتى الوصول بمصرنا الحبيبة إلى ما نتمناه ونبغاه ونحلم به، إنه سميع مجيب للدعوات.