من «الإقلاع عن التدخين» لـ«علاج الإدمان»| خطة الدولة لمحاربة «سرطان التبغ»

من «عيادات الإقلاع عن التدخين» لـ«مراكز علاج الإدمان»| خطة الدولة لمحاربة «سرطان التبغ»
من «عيادات الإقلاع عن التدخين» لـ«مراكز علاج الإدمان»| خطة الدولة لمحاربة «سرطان التبغ»

- 25% من الشعب المصري «مستخدم للتبغ».. ونصف الشباب يتعرض للتدخين السلبي في المنازل

- تدشين 30 عيادة للإقلاع عن التدخين بجميع المحافظات.. ومستشفيات الصحة النفسية والصدر تفتح أبوابها للجميع

- رئيس جمعية «مكافحة التدخين»: 3 أشهر بداية التوقف عن التدخين للعلاج الكامل.. و15 يوماً للتخلص من النيكوتين في الدم بعد الإقلاع

 

تسعى الدولة المصرية، إلى محاربة التدخين والإدمان بعدد من القرارات الجريئة، وذلك تحقيقًا لما يؤكده الرئيس عبدالفتاح السيسي دائمًا بضرورة الاهتمام بصحة المصريين، خاصة بعد أن أطلق عددا من المبادرات الرئيسية، لمحاربة الأمراض التي يعانى منها المصريون على مدار عقود.

 

 

وتمكنت وزارة الصحة، بتنفيذ قرار الرئيس من خلال نشر عيادات الإقلاع عن التدخين بعدد كبير من مستشفيات الوجهين البحري والقبلي لمساعدة المدخنين في الإقلاع عن هذه العادة الخطيرة التي تدمر الصحة، وتتسبب في أمراض كارثية تبدأ بالربو والنزلات الشعبية وتنتهي بالسرطان ثم الوفاة، كما دشنت مراكز خاصة لعلاج الإدمان، في طريقة غير تقليدية لتعزيز الرعاية الصحية للمصريين ومحاربة سرطان التبغ.

 

عدد مستخدمو للتبغ

 

ووفقًا لمسوحات قومية أُجريت في عام 2017، فاتضح أن حوالي 25 % من الشعب المصري من المستخدمين للتبغ بنسبة 22.8%، كما تعد مصر من أعلى المعدلات في منطقة شرق المتوسط وعلى مستوى العالم وذلك بحسب بيان صادر من مكتب منظمة الصحة العالمي بمصر، وأن أكثر من نصف الشباب المصري يتعرض للتدخين السلبي في المنازل بنسبة 48.9% وما يزيد عن الثلث في أماكن العمل بنسبة 36.5%.

 

 

عيادات الإقلاع عن التدخين

 

كانت أول القرارات، هي إنشاء عيادات للإقلاع عن التدخين تحت مظلة المبادرة التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي بعنوان «100 مليون صحة»، وبالفعل لاقت حالة من القبول والترحاب ليس في مستشفيات القاهرة فقط بل في كل ربوع مصر، وكانت البداية بقرار افتتاح 30 عيادة في مستشفيات الصحة النفسية وكذلك بمستشفيات الصدر على مستوى الجمهورية، للإقلاع عن بمختلف المحافظات، على أن يتم تقديم الخدمات للمواطنين بالمجان أو بأسعار رمزية لا تتعدى سعر تذكرة الكشف في أي مستشفى حكومي.

 

وكشفت وزارة الصحة- في بيان رسمي-، أن الـ 30 عيادة التي تم إطلاقها كمرحلة أولى من المبادرة، تفتح أبوابها أمام المواطنين في جميع المحافظات وأبرزها القاهرة  والإسكندرية، بداية من التاسعة صباحا وحتى الثانية ظهرا، وتقدم جميع الخدمات بالمجان.

 

وكشفت أن الدولة تواجه انتشار التدخين حفاظا على الصحة العامة للمواطنين خاصة أن التدخين يسبب أمراض خطرة تؤثر على الصحة العامة، وأن هناك 18 مستشفى سيتم افتتاح عيادات علاج الإدمان فيها بحلول نهاية عام 2019، موضحة أن العلاج يعتمد نظام عمل عيادات الإقلاع عن التدخين على العلاج المعرفي السلوكي، مع التركيز على العلاج الدوائي أيضًا.

 

 

خريطة المستشفيات المعالجة

كما أعلنت الوزارة خريطة بأبرز أسماء وأماكن وعنابر مستشفيات الصحة النفسية التي تديرها الأمانة العامة للصحة النفسية، بوزارة الصحة والسكان، بالإضافة لعدد من المراكز التخصصية التي تديرها الوزارة، والتي تقدم مختلف الخدمات النفسية، بالإضافة لعيادات علاج الإدمان بالمجان لأغلب مرضاه، وأبرز هذه المستشفيات هي العباسية.

 

وتتوافر العيادات في محافظات القاهرة والجيزة والدقهلية والشرقية والغربية والمنوفية والبحيرة والإسماعيلية والجيزة وأسيوط والمنيا وقنا وأسوان وتتواجد بمستشفيات الصدر وبعض مستشفيات الصحة النفسية المنتشرة بتلك المحافظات وتعمل يوميًا من 9 صباحا حتى 12 مساء.

 

مراكز علاج الإدمان

 

أما عن مراكز علاج الإدمان، التي دشنتها الدولة ممثلة في وزارة الصحة، فهي مركز علاج الإدمان بمستشفى العباسية للصحة النفسية، وكذلك مركز عمرو عثمان، الذي يخضع فيه ألف موظف لكشف المخدرات يوميًا، وكذلك مركز مستشفى حلوان، بجانب مركز علاج الإدمان بشبين الكوم في المنوفية بواقع 105 أسرّة للطب النفسي والإدمان بالمستشفى، وعيادة علاج الإدمان والتعاطي بمستشفى الخانكة، كما يتوافر 60 سريرًا بمستشفى أسوان لعلاج الإدمان، وأماكن أخرى بمستشفى طنطا المنضمة لأمانة الصحة النفسية، وكذلك تفتح مسشتفيات مصر الجديدة وبورسعيد وبنها وسوهاج وأسيوط والعزازي في الشرقية أبوابها للراغبين في العلاج من الإدمان.

 

 

فكر إيحابي لتعزيز الصحة

 

في هذا السياق، علق الدكتور عصام المغازي، رئيس جمعية مكافحة التدخين والصدر وأمراض الرئة، على هذه المبادرات، قائلا: إنها تحمل فكرًا إيجابيًا جديدًا لتعزيز صحة المصريين، عن طريق المشي وممارسة الرياضة ونقص الوزن، وأخيرًا افتتاح عيادات للإقلاع عن التدخين والمساهمة في وقاية المصريين من خطورة السيجارة، مؤكدًا أن الكشف يتم في مستشفيات الصدر والصحة النفسية على مستوى الجمهورية.

 

 

وقال «المغازي» لـ«بوابة أخبار اليوم»، إن الفترة التي يحتاجها جسم الإنسان بداية من التوقف عن النيكوتين والعلاج الكامل من التدخين، هي 3 أشهر فقط، و 15 يوماً للتخلص من نسبة النيكوتين في الدم بعد الإقلاع عنها، موضحًا أن ملايين المدخنين يدركون جيدًا خطوة السيجارة إلا أنهم يحتاجون يد العون لمساعدتهم على الإقلاع، لذا مدت الحكومة يدها لهم في نوع جديد من الخدمات.

 

وردًا على مقولة «الاستغناء عن السيجارة صعب»، قال رئيس جمعية مكافحة التدخين والصدر وأمراض الرئة: المدخنون أنفسهم يقلعون عن السيجارة خلال شهر رمضان المبارك، فيتخلون عنها لمدة 17 ساعة يوميًا ولمدة 30 يومًا، مضيفًا أن من يريد الانضمام للمبادرة يجب أن يتحلى بالاقتناع بالأثر السلبي للسيجارة على صحته وأسرته.

 

وعن رحلة الإقلاع عن التدخين، ذكر الدكتور عصام المغازي قائلًا: إنها تبدأ باقتناع المدخن وإرشاده بأضرار السيجارة الصحية والنفسية ثم يتم عرض فيديو توضح مدى تأثير النيكوتين على الرئة والجهاز التنفسي وجميع أجهزة الجسم، وبعد ذلك يتم البدء معه بتقليل عدد السجائر التي يتناولها يوميًا وبشكل تدريجي، فإذا كان يدخن 20 سيجارة فيقللها إلى 10 وهكذا إلى أن يقلع تمامًا، موضحَا في نفس السياق أن هناك حالات تحتاج إلى تناول أدوية تحت إشراف طبيب بشكل مباشر.

وبخصوص الأمراض التي تصيب المدخنين، أشار رئيس جمعية مكافحة التدخين والصدر وأمراض الرئة، إلى أنها تؤثر على كل أجهزة الجسم، بداية من القصور في الشريان التاجي وتسببها في الذبحات الصدرية وكذلك أورام الرئة والنزلات الشعبية المتكررة، كما أنه يثر سلبًا على المرأة وخاصة الحوامل، موضحًا أنه مع الخدمة الطبية المتميزة ومساندة الإعلام وانتظام المدخن ستحقق المبادرة نجاحًا واسعًا يصل إلى نتائج محمودة تنهي سطوة السيجارة على عقول المدخنين والرغبة الملحة فيه.

 

 

وشدد استشاري أمراض الصدر والجهاز التنفسي، في نهاية تصريحاته، على أن «البركة في الإعلام» لحث المواطنين على التجاوب مع المبادرة حفاظا على صحة ملايين المدخنين.