قصص وعبر| خاين العشرة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

اتخذت الزوجة أحد أركان غرفتها، تضع رأسها المثقلة بالتساؤلات فوق أحد كفيها، تتعاظم الدهشة على وجهها، تتجرع الغصة والألم بصبر، في محاولة أن تتقبل الصدمة بشجاعة.

اهتزت جميع المرئيات أمام عينيها، وأصبحت كالريشة تتلاعب، وتتقاذف في مهب الريح، وتلقى في خضم من التساؤلات، لولا أن قفزت إلى رأسها فكرة وكأنها طوق النجاة بالنسبة لها، والانتقام من زوجها «خاين العشرة». 

احتدمت الخلافات بينها وبين الزوج، ووصلت إلى طريق مسدود، واتخذت القرار بالانفصال عنه، وبعدما باءت أيضا كل محاولات الأهل والأقارب بالفشل في إصلاح الأمر بينهما، تسارع بالمطالبة بحقوقها القانونية والشرعية منه، وتقدمت برفع دعاوى ضده، إلى أن وقعت المفاجأة فوق رأسها كالصاعقة.

واشتدت بها الحيرة، وذهبت بها الأفكار المزعجة حتى خارت أطرافها ترقص ارتعاشا من شدة القلق والاضطراب، حيث فوجئت بالزوج يطلب منها التنازل عن الدعوى مهددا إياها بمقاطع مصورة خاصة بها تخدش الشرف قام بتسجيلها أثناء تواجده برفقتها بمسكن الزوجية. 

كاد اليأس أن يطغى على نفسها، وتملكها الشعور بالخجل، تنطلق من عينيها مزيجا من النظرات يشوبها خيبة الأمل في زوجها الذي خان العشرة، تماسكت في محاولة للمحافظة على هدوءها، وقررت بتحرير محضر ضده.

وكشفت التحقيقات قيام الزوج بتهدديها وإفشاء أمور مخدشة، وقيامه بتسجيلها دون علمها وغير رضاها، وألقي القبض على الزوج، وأحيل إلى محكمة جنايات القاهرة التي جاء حكمها برئاسة المستشار محمد طاهر شتى، وعضوية المستشارين، يسري محمد، وأحمد إبراهيم، ومحمد جمال، وأمانة سر رجب شعبان، ومحمد صابر بمعاقبة الزوج بالسجن المشدد لمدة عام لتهديد لزوجته بإفشاء أمور زوجية مخدشة بالشرف.