عمرها 6000 عام.. «إدوين سميث» أول بردية كشفت مرض السرطان

بردية «إدوين سميث»
بردية «إدوين سميث»

توصل القدماء المصريين منذ 6000 عام إلى أصل مرض السرطان خاصة «سرطان الثدي»، عندما بدأوا بتحليل الجثث بعد الوفاة ليكتشفوا هذا المرض اللعين وأسبابه من خلال بردية «إدوين سميث».

وجد أول تسجيل تاريخي مكتوب عن السرطان في عام 1600ق.م على بردية «أدوين سميث» والتي كانت تحتوي على تشخيص لسرطان الثدي، وتم تسميته بهذا الاسم نتيجة لظهور السطح الصلب من الورم الخبيث، بالإضافة إلى أن تمدد الأوردة من جميع الجوانب يجعل للورم أقدام كالسلطعون، ومن هنا استمد اسمه السرطان.


بردية «إدوين سميث»
بردية إدوين سميث سميت كذلك نسبة إلى مستكشفها وهي ملف طوله خمسة عشر قدماً، ويرجع تاريخها إلى عام 1600 ق. م قبل الميلاد، ولكنها معتمدة على نصوص تعود إلى عام 3000 قبل الميلاد.

وقد اعتبرت هذه البردية أول وثيقة طبية في تاريخ البشرية ومن المحتمل بأن تكون قد كتبت بواسطة الطبيب المصري أمنحوتب.
تصف ثماني وأربعين حالة من حالات الجراحة التطبيقية تختلف من كسر في الجمجمة إلى إصابة النخاع الشوكي، وكل حالة من الحالات الواردة فيها مبحوثة بحثاً دقيقاً في نظام منطقي في عناوين مرتبة من تشخيص إبتدائي مؤقت ، وفحص ، وبحث في الأعراض المشتركة بين أمراض مختلفة ، وتشخيص العلة، والاستدلال بأعراضها على عواقبها وطريقة علاجها، ثم تعليقات على سطح المصطلحات العلمية الواردة فيها وشروح لها. 

ويعتبر المصريون القدماء هم أول من استخدم كلمة الدماغ في كتاباتهم وأول من عرضوا تشريحه، وتكلموا أيضا عن السحايا و السائل الدماغي الشوكي، وأول مرة ظهرت كلمة مكتوبة على ورق البردي في بردية إدوين سميث.


تعتبر البردية هي وصف لـ 48 حالة و طولها حوالي 4.68 متر وعرضها حوالي 33 سم، وبسبب فقدان بعض من الوثيقة يعتقد بأن طول البردية الأصلي هو حوالي 5 أمتار، والعديد من الحالات الموصوفة في البردية مهمة لعلم الجهاز العصبي لأنها تحدثت عن الدماغ والسحايا والنخاع الشوكي والسائل الدماغي الشوكي.
كما عرفت البردية القلب والأوعية الدموية الكبيرة وأنها مرتبطة بالقلب والكبد والطحال والكليتين.

ومن جانب آخر صرح جالينوس أن سرطان الثدي يُطلق عليه ذلك للتشابه المتخيل لسرطان البحر بسبب المنظر الجانبي للورم والأوردة المنتفخة المجاورة.

لم يوافق جالينوس الذي عاش في القرن الثاني الميلادي على استخدام الجراحة كعلاج للتخلص من السرطان ونصح باستخدام العلاجات المعتادة، هذه التوصيات استمرت إلى حد كبير لمدة 1000 سنة.

في القرن الخامس عشر والسادس عشر والسابع عشر، أصبح من المقبول بالنسبة للأطباء تشريح الجثث لاكتشاف سبب الوفاة.

ويعتقد الأستاذ الألماني ويلهلم فابري أن سرطان الثدي ناجم عن تجلط الحليب في قناة الثدي، بينما يعتقد الأستاذ الهولندي فرانسوا دي لا بوي سيلفيوس أحد أتباع ديكارت أن كل الأمراض كانت نتيجة للعمليات الكيميائية أوالنهج الكيميائي وأن السائل اللمفاوي الحمضي هو سبب السرطان، بينما يعتقد نيكولايس تولب أن السرطان كان سماً ينتشر ببطء وانتهى إلى أنه معدي.