نقطة تحول فارقة في تاريخ الإنسانية، تشكلت في مثل هذا اليوم، ٤ فبراير من العام ٢٠٠٤، حيث بدأ في الظهور والنمو أسلوب وشكل جديد من أشكال التواصل بين البشر، بل وظهور عالم افتراضي كبير لا سقف ولا حدود له، يضم أكثر من ربع سكان الكرة الأرضية بما يعرف بـ«فيسبوك».
وجاء الإعلان عن فيسبوك، بعد أن تأسس على يد طلاب علوم الحاسب بجامعة هارفارد، مارك زوكربيرج، وهو الرئيس التنفيذي لشبكة التواصل الأشهر في العالم، وداستين موسكوفيتز، وكريس هيوز، وقد كانت العضوية على الموقع مقتصرة في بداية الأمر على طلبة جامعة هارفارد، ولكنها امتدت بعد ذلك لتشمل الكليات الأخرى في مدينة بوسطن وجامعة آيفي ليج وجامعة ستانفورد.
وواجهت "فيسبوك"، العديد من الدعاوى القضائية، ومن قبل مواقع وشركات عالمية كبرى منها شركة "كونكت يو"، وموقع "ستودي في زد"، وموقع "ستودي في زد"، وآدم جوربوز، وأليساندرو ديل بييرو، هذا بالإضافة إلى دعوى قضائية اتهمت فيسبوك بالتنصت والتتبع، والتجسس على المستخدمين، واستغلال بياناتهم الشخصية، وكذا اتهام الشركة في عدد من الدعاوى بانتهاك قوانين حماية المنافسة، بل أنها اضطرت مؤخرًا لتغيير سياستها الإعلانية لتسوية دعاوى قضائية تتعلق بهذا الشأن.
وكان من أشهر الفضائح والاتهامات التي واجهتها "فيسبوك"، بيع بيانات المستخدمين من قبل شركة "كامبريدج أناليتيكا"، وهي شركة مرتبطة بحملة الرئيس دونالد ترمب في عام 2016، وقد أعلن مكتب الادعاء العام في مقاطعة كولومبيا أنه قد رفع دعوى قضائية ضد "فيسبوك" بسبب فضيحة كامبريدج أناليتيكا، متهماً فيسبوك بارتكاب انتهاكات واسعة النطاق للخصوصية.
وعن الحصة السوقية لـ"فيسبوك"، فقد أكدت تقارير أنها تجاوزت الـ600 مليار دولار، مع العلم أنها خسرت خلال الأيام القليلة الماضية نحو 50 مليار دولار، بعد أن هبط سهم "فيسبوك" بنسبة 8٪، وبعد أن أعلن عن ارتفاع بنسبة 51٪ في النفقات مقارنة بمجموعه في عام 2018، وكانت النفقات مرتبطة إلى حد كبير بتحسينات الخصوصية والأمن للشركة.
ورغم ما تواجهه شبكة التواصل الأشهر والأكبر في العالم فيسبوك، من حين إلى آخر، إلا أنها ستظل بداية ونقطة انطلاق نحو عالم جديد من التواصل الذي غير شكل المعاملات الإنسانية، وسهل الكثير من التعاملات فيما بين البشر، لتأتي بعد ذلك سلسة كبيرة من التطبيقات والخدمات الإلكترونية المشابهة، التي تعمل على خدمة وتسهيل حياة الإنسان.
