رؤية

هل يسمعنى وزير المالية ويستجيب للممولين؟

صبرى غنيم
صبرى غنيم

- تحت يدى رسالة عتاب من أستاذ فى جراحة القلب بإحدى كليات الطب.. يتهمنى فيها بعدم الحيدة لأننى كنت سببا فى إنصاف رجال الضرائب، يوم أن اعترضت على اجتماع وزير المالية بالقيادات العليا فى الضرائب، وقلت للوزير إن العاملين فى مطبخ الضرائب هم أولى بهذه الاجتماعات، ثم اعتبرت هذه القضية قضية «الأخبار» وأصررت على مطالبة الوزير بالاجتماع مع العاملين فى الضرائب ليسمع شكواهم ويتعرف على متاعبهم، وللحق الوزير كان إنسانا فى أن يستجيب لدعوتى ويطلب أن يضم الاجتماع عددا كبيرا من مأمورى الضرائب الشبان على اعتبار أنهم وقود العمل فى المصلحة..


- أستاذ الجامعة قال فى رسالته.. «لقد كنت أتابعك فى جريدة «الأخبار» وانتظرتك أن تدعو شريحة من الممولين فى أنشطة مختلفة إلى اجتماع مأمورى الضرائب بالوزير.. وللعلم نحن كممولين لن يضيرنا أن يأخذ رجال الضرائب حقوقهم، لأن فاقد الشيء لا يعطيه، وهؤلاء عندما يفتقدون حقوقهم لن يهتموا بحقوق الممولين، بل نرى منهم «الوش» الثانى، وهذه طبيعة البشر.. وحتى نكون منصفين رغم عجرفتهم فى فحص ملفاتنا وإسقاط حقنا فى الاعتراف بعشرات المستندات فى مصاريفنا بحجة أنها لا تخضع للإعفاء الضريبى، كلمة حق نقولها إن هؤلاء هم الشرفاء، لم يلمح أحد منهم طلب هدية أو مبلغا مقابل إنهاء الملف الضريبى، لذلك نسجل عتابنا لتجاهل قلمكم لقضيتنا»..


- سيدى.. من حقك ككاتب لك وزنك فى صحيفة كبيرة مثل «الأخبار» أن تفخر بالنجاح الذى حققه قلمك يوم دعوت هذا الحشد البشرى من العاملين فى الضرائب والتقوا بوزيرهم.. أكيد لك أحقاد على ما حققته من نجاح، لكن يكفيك تقدير وزير المالية لك بالاستجابة لهذا الاجتماع، لأنك جمعت بينه وبين أبنائه الذين أسعدوه عندما فتحوا قلوبهم وصارحوه فى كل شيء، ولأن الدكتور معيط، إنسان بسيط جدا، باستماعه لشكواهم، وفى هذا الاجتماع حقق لهم مطالبهم، هذا يدعونى إلى أن أقول لكم ولجريدة «الأخبار» مبروك لكونكم حققتم طموحات قضاة المال مع وزيرهم..


- أخذت أدقق فى رسالة أستاذ الجامعة، وإذا به يشير إلى قضية مهمة وهى قضية البحث العلمى فى مصر، وحاجة أطبائنا إلى المشاركة فى المؤتمرات العلمية فى الخارج، هم يرون أنها بغرض التزود العلمى الذى ينقصنا، من هنا تأتى شكواهم فى أن مأموريات ضرائب الأعمال الحرة لا تعترف بهذه المؤتمرات وترفض أن تسقطها من المصاريف التى تحاسب عليها ضرائبيا، وجهة نظر الأستاذ الجامعى.. أن عائدها عائد للدولة، وخاصة بعد أن وصل مؤشر البحث العلمى لشهر يوليو ٢٠١٩ عن احتلال مصر المرتبة رقم ٩٢ فى مؤشر الابتكار العالمى متقدمة ثلاثة مراكز عن العام السابق من بين ١٢٩ دولة شملها المؤشر.. المفروض أن تكون هذه المؤتمرات العلمية ضمن الإعفاءات الضرائبية لنشجع أساتذة الجامعات على حضور المؤتمرات العلمية التى تفيدنا علميا، فقد يستفيد الطبيب بمعلومة علمية قد تخدم مريضا، فكيف تستبعد المؤتمرات العلمية من مصاريف الأطباء ولا تخصم عند احتساب الضرائب..


- لذلك يقترح أستاذ جراحة القلب بأن اعتبر شكواه هى شكوى جماعية لأنها تخص كل المشتغلين فى مهنة الطب من أساتذة أو استشاريين، وعلى حد تعبيره يعانون من نفس مشكلته، وبالتالى يرجونى فى رسالته بعدم نشر اسمه حتى لا يعلق فى أدمغتهم ويتعرض للحساب التعسفى، وخاصة أن شكواه ليست شخصية بقدر ما هى شكوى عامة، وقد أبدى استعداده بأن يجمع من أصحاب الشكاوى فى هذه الجزئية ضعف عدد مأمورى الضرائب الذين حضروا لقاء الوزير..


- وهنا يطالبنى أستاذ طب جراحة القلب بأن أنظم لقاء مفتوحا مع وزير المالية يدعو له كل من كانت له شكوى من الضرائب، ولا يكون الاجتماع مقصورا على المشتغلين بمهنة الطب لأن شكواهم هذه المرة ليست من مأمورى الضرائب، لكنها من القوانين التى عفى عليها الزمن، والذى تخطى عمرها الزمنى النصف قرن وهى كما هى لم تتجدد حسب ظروف كل مرحلة، حتى اختلفت الرؤية فى تطبيق هذه القوانين، بدليل ما يطالب به رضا عبد القادر رئيس مصلحة الضرائب العاملين معه فيقول لهم «علينا مراجعة أنفسنا أولا بأول وتقييم أعمالنا من حيث اللوائح والإجراءات والقانون، حيث أن هدفنا حق الدولة بما يرضى الله بدون تعسف أو تقديرات جزافية».. كلامه هو رسالة مطمئنة للممولين.. ومع ذلك سنضع رسالة أستاذ الطب على مكتب معالى الدكتور محمد معيط.