وسط مشاعر تملؤها الفرحة الغامرة ودموع الاشتياق لذويهم ، تنفس 135 نزيلا ممن شملهم العفو الرئاسي نسائم الحرية من جديد بعد أن سقطوا فريسة لعصابات الجهل والظلام وتورطوا في المشاركة في مسيرات ومظاهرات معادية للدولة.
وأعرب عدد من المفرج عنهم عن امتنانهم وتقديرهم لقرار الرئيس عبد الفتاح السيسي بالعفو الإنساني عنهم والذي أعطاهم أملا جديدا في الانخراط في المجتمع كأفراد صالحين ومعرفة وتمييز الحق من الباطل ومحاولة نشر هذا الوعي أمام محاولات جماعات الضلال وفي مقدمتها الإخوان في القيام بعمليات غسيل أدمغة ممنهجة لاستغلال فقرهم تارة وصغر سنهم تارة أخرى.
وقال أحد المفرج عنهم ، لوكالة أنباء الشرق الأوسط ، :" إن فترة العقوبة أعادت له بصيرته في تمييز الحق من الباطل ومعرفة من يريد استغلال حاجتنا ونقص وعينا في تنفيذ مخططاته الآثمة، وأنه كان وعدد من زملاءه ضحية لعمليات غسيل أدمغة ممنهجة على أيدى عناصر جماعة الإخوان" ، موجها شكره لقيادات قطاع مصلحة السجون التي تعامل كافة المساجين على حد سواء وتقوم برعايتهم صحيا ونفسيا وأيضا رياضيا.
وأضاف أخر أنه كان يسلك طريق خطأ أوصله إلى السجن ورأي بعيناه سبل الرعاية المقدمة له ولكافة النزلاء ، قائلا :" مشوفتش من الإخوان حاجة حلوة وجوايا طاقة غضب ضدهم".
فيما أعرب أخر عن شكره للرئيس عبد الفتاح السيسي ووزارة الداخلية على هذا القرار الإنساني في المقام الأول ، والذي سمح له فتح صفحة جديدة في المجتمع، قائلا:" الحمد لله فترة السجن كانت كافية لمعرفة الطريق الصح من الخطأ" ، ووصف سجين أخر من المفرج عنهم أن هذا القرار كان بمثابة طوق النجاه له ولأسرته .
وأضاف شاب من المفرج عنهم :" أن جماعة الإخوان استغلت صغر أعمارنا وعدم إلمامنا بما يدور حولنا خلال فترة دراستنا من أجل المشاركة في المسيرات والمظاهرات التي كانوا يدعون إليها ولا يشاركون فيها ، ويزيفون الحقائق لنا" ، قائلا:" غلطة وتعلمنا الدرس".
وفيما يتعلق بكافة أوجه الرعايا المقدمة لنزلاء السجون، أكد عدد من المفرج عنهم تلقيهم كافة أوجه الرعايا الاجتماعية والصحية والنفسية والرياضية ونجاح البعض في تعلم حرفة تتيح مصدر دخل لهم ولأسرتهم ، كما نجح البعض الأخر في تعلم القراءة والكتابة، حيث كشف أحد المسجونين عن نجاحه في حصوله على درجة الماجستير من كلية الآداب جامعة الإسكندرية خلال عامين ، فيما أشاد أخر بالرعايا الصحية التي تلقاها بمستشفى السجن والتي تعمل على مدار الساعة .
وكانت وزارة الداخلية قد أعلنت أمس اتخاذ الإجراءات القانونية لتنفيذ قرار رئيس الجمهورية بشأن الإفراج عن باقى مدة العقوبة الأصلية والتبعية لـ135 من المحكوم عليهم ..في ضوء توجيهات وزير الداخلية بمواكبة الفكر الحديث للتنفيذ العقابى من خلال منظور شامل وتفعيل الدور التنفيذى لأساليب الإفراج عن المحكوم عليهم الذين تم تأهيلهم للانخراط في المجتمع .
