من «غالي» إلى «والي».. أيقونات مصرية تقلدت المناصب الدولية

من «غالي» إلى «والي».. أيقونات مصرية تقلدت المناصب الدولية
من «غالي» إلى «والي».. أيقونات مصرية تقلدت المناصب الدولية

نجوم ساطعة شرفت وطنها.. أيقونات قدروا قيمة بلدهم فقهروا الصعاب وتربعوا على عرش العالم.. آمنوا بقدراتهم.. تيقنوا أن الماضي العظيم لابد له من مستقبل أعظم، وأن جدودنا لم يستسلموا يوما حتى صنعوا مجدا يتحاكى به العالم حتى يومنا هذا، لذا حملوا على عاتقهم الرسالة لاستكمال عظمة الأجداد، وحققوا الانتصار تلو الآخر في شتى المجالات وارتقوا في وطنهم ليحققوا نهضته المرجوة، ليس هذا فحسب بل أنهم بعزمهم استطاعوا أن يصلوا إلى التربع على أعلى المناصب العالمية.

إنهم بعض من أبناء مصر الذين استطاعوا بالعمل والجد اختراق ظلمة العالم الثالث وتقلدوا مناصب بالأمم المتحدة والبنك الدولي، ليثبتوا للعالم أجمع أن المصريين قادمون لا محالة مهما طال بهم الوقت وكثرت التحديات.. وأن الفراعنة لن ينتهوا وسيظلون هم النبراس الذي يتحدى العالم بمجد ماضيه وعظمة حاضره.

«الأخبار» في السطور القادمة تستعرض ابرز النماذج ولوحة الشرف المصرية التي استطاعت أن تحتل مكانة عظيمة واستطاعت أن تصل إلى مناصب دولية رفيعة ويحققوا نجاحات غير مسبوقة في هذه المناصب التي تقلدوها.

ثعلب الدبلوماسية المصرية.. أول عربي أفريقي يصبح أمينا عاماً للأمم المتحدة

البداية كانت من بطرس غالى.. العلامة الابرز والنقطة المضيئة والعربى والمصرى الوحيد الذى استطاع ان يتقلد منصب الامين العام السادس للامم المتحدة، بفترة اشتهرت بأنها فترة الازمات العالمية، حيث شهدت تلك الفترة تفكك يوغوسلافيا وعمليات الإبادة الجماعية فى رواندا، ولكن لحنكته استطاع التعامل مع هذه الازمات بل انه سعى خلال فترة توليه هذا المنصب الرفيع فى تفعيل وزيادة دور الأمم المتحدة فى حفظ السلام وهذه المحاولات جعلت منه شخصية مثيرة للجدل فى المجتمع العالمى، وايضا تسببت فى صدام بينه وبين الولايات المتحدة الأمريكية والتى نتجت ايضا نتاج انحيازاته للقضية الفلسطينية واتهاماته التى لا تنتهى للادارة الامريكية واسرائيل بالانتهاكات المستمرة تجاه الفلسطينيين، ناهيك عن اختلافاته والمشاكل مع القادة الميدانيين العسكريين للأمم المتحدة ولكنه رغم كل ذلك استمر فى مسيرة البحث عن السلام طول وجوده بمنصبه. لتكون المحصلة فى النهاية مع كل هذه الخلافات وبالاخص مع الدولة الاكبر فى العالم جعلها تستخدم حق الفيتو لمنع توليه لفترة ثانية، ويصبح ايضا هو الامين العام الوحيد الذى يتولى المنصب الرفيع لفترة واحدة فقط. 

نجاحات غالى لم تقتصر على دوره فى الامم المتحدة والتى اعتلى عرشها اثناء توليه منصب نائب رئيس مجلس الوزراء المصرى للشئون الخارجية، ولكن ثعلب الدبلوماسية حياته مليئة بالنجاحات المحلية والدولية أهمها تولية منصب رئيس الجمعية الأفريقية للدراسات السياسية فى عام 1980، بالاضافة الى انه بعد انتهاء فترته كأمين عام للامم المتحدة فى عام 1997 تولى منصب الأمين العام للمنظمة الفرانكفونية،  ولعب دورًا هامًا فى إنشاء المجلس الأعلى لحقوق الإنسان فى مصر وتولى رئاسته حتى 2011، ناهيك عن غيرها من النجاحات التى لا تتوقف.

الببلاوي.. «مديراً تنفيذياً» لصندوق النقد الدولي

ومن بطرس غالى الى الدكتور حازم الببلاوى تظل نجاحات المصريين لا تتوقف فالرجل الذى تولى رئاسة مجلس وزراء مصر فى فترة هى الأصعب فى التاريخ المصرى اصبح اليوم هو المدير التنفيذى لصندوق النقد الدولى، وممثل الدول العربية هناك، ليس هذا فحسب بل انه طوال حياته المهنية شهد نجاحات محلية ودولية واحتل مناصب دولية عدة اهمها وصوله فى الفترة من 1995 إلى 2001 لمنصب وكيل الامين العام للأمم المتحدة والامين التنفيذى للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب اسيا  بالإضافة الى توليه مستشارا لوزير المالية فى الكويت ومدير إدارة البحوث الاقتصادية لوزارة المالية ما بين عام 1976 الى 1980 ويستمر هناك حتى تم تعيينه فى عام 1980 مديرا للإدارة الاقتصادية ببنك الكويت الصناعى، وفى الفترة ما بين 1995 الى 2000 تقلد منصب الامين التنفيذى للجنة الاقتصادية الاجتماعية لغرب آسيا «الأسكوا».

وفى عام 2011 اختير مستشارا بصندوق النقد العربى فى أبوظبى وعلى صعيد المناصب الجماعية فقد اختير الببلاوى أستاذاً زائراً بجامعة السوربون عام 1968 بالاضافة الى انه فى عام 1979 اصبح استاذاً زائراً بجامعة كاليفورنيا، وعلى صعيد الجوائز فقد حاز المدير التنفيذى لصندوق النقد الدولى عام 1964 على جائزة أحسن الرسائل من جامعة باريس عن رسالة الدكتوراه الخاصة بها فى عام 1983 حصل على جائزة مؤسسة الكويت للتقدم العلمى فى الاقتصاد على مستوى الوطن العربى فى عام 1992 قدمت له الحكومة الفرنسية وسام جوقة الشرف بدرجة فارس ويستمر رئيس وزراء مصر الاسبق فى حصد الجوائز فى نفس العام بعد ان كرمته الحكومة البلجيكية باعطائه وسام ليوبولد الثانى بدرجة كوماندور وفى عام 2001 حصد الببلاوى وسام الارز بدرجة فارس عظيم من الحكومة اللبنانية.

شيخ القضاة المصري نائبا لرئيس محكمة العدل الدولية

لم يقتصر اعتلاء المصريين للمناصب الدولية على صندوق النقد الدولى ومنصب الامين العام للامم المتحدة بل استطاع المصريون ان يصلوا لمنصب نائب رئيس محكمة العدل الدولية عن طريق عبد الحميد باشا بدوى شيخ القضاة المصرى فى الفترة ما بين عام 1955 الى 1958، بالاضافة الى قضائه أكثر من 20 عاما قاضيا بالمحكمة.

بدأ بدوى باشا حياته معاونا بنيابة طنطا بعد تخرجه من بعد أن حصل على الليسانس من مدرسة الحقوق الخديوية، وسرعان ما انتقل من هناك إلى محكمة استئناف مصر وترافع عن قضايا وطنية هامة ليؤكد وطنيته ضد الاحتلال عندما ترافع عن عبد العزيز جاويش رئيس تحرير جريدة اللواء انذاك، ويستمر شيخ القضاة فى الترقى متوليا مناصب عدة منها وزارة المالية، ولكن الحدث الاهم والعلامة الابرز هو عندما تولى وزارة خارجية مصر ويكون هو أول مصرى يوقع على وثيقة الامم المتحدة وانضمام مصر الى الهيئة الاعرق عام 1945، ويقوم بعدها بترك الوزارة رفضا لسياسات الملك ويتم ترشيحه كما ذكرنا عضوا بالمحكمة الدولية، وتكون هذه الخطوة هى نهاية لمسيرة عظيمة تخللتها مواقف جسام تعرض لها منها أنه كان عضوا فى لجنة الثلاثين التى شكلت دستور 1923.

«فوزي».. أول إعلامي متحدثا للأمين العام للأمم المتحدة

لوحة الشرف المصرية لم تقتصر على تولى مصر الامانة العامة للأمم المتحدة أو فى قيادة محكمة الدولية بل ايضا امتدت لتصل الى الاعلام عن طريق الاعلامى المصرى احمد فوزى والذى اختير متحدثا رسميا ل»بان كى مون» الامين العام السابق للأمم المتحدة.
شهيدة تفجير بغداد مساعداً للأمين العام لشئون الجمعية العامة والمؤتمرات.

المرأة المصرية كانت حاضرة بقوة فى قطار المناصب الدولية والاممية والبعض يظن ان الوزيرة غادة والى هى المصرية الاولى التى تتقلد منصبا امميا رفيعا متناسيا ان هناك امرأتين سبقتاها فى تقلد المناصب الدولية منهما الدبلوماسية المصرية الراحلة نادية يونس، والتى استطاعت بفضل حنكتها الدبلوماسية وخبرتها التى استمرت لاكثر من 30 عاما داخل اروقة الامم المتحدة أن تصل الى ان تصبح مساعدا للامين العام للامم المتحدة لشئون الجمعية العامة والمؤتمرات.

عرف عن يونس طوال هذه الفترة الذكاء الشديد وحس الدعابة وفق ما اشارت عليه وكالة رويترز، كما انها استطاعت منذ انضمامها للامم المتحدة عام 1970 ان تتقلد الكثير من المناصب بدأت موظفة صحفية فى قسمى اللغتين الإنجليزية والفرنسية ولكنها سرعان ما ترقت لتصبح متحدثة باسم رئيس الدورة 42 لجلسات الأمم المتحدة، وفى عام 1988 عملت نائبا لمتحدث الامين العام واستمرت فى هذا المنصب حتى عام 1993 لتعين بعدها مديرة لمركز المعلومات بالأمم المتحدة فى روما. وتم تكليفها فى عام 2003 برئاسة الفريق الممثل للأمم المتحدة الخاص فى بغداد وتكتب لها قصة النهاية بعد ان تم استهدافها فى حادث دام بعد استهداف الفندق الذى تقيم فيه لترحل عن عالمنا. 

«التلاوي».. صاحبة المناصب الرفيعة

وتتوالى نجاحات المرأة المصرية وتستمر عن طريق السفيرة ميرفت التلاوى، والتى تعد اول عربية تصل لمنصب وكيل الامين العام والامين التنفيذى للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربى اسيا «الاسكوا» فى الفترة من 2001 وتستمر فى هذا المنصب حتى عام 2007 وتسطر فى هذه النجاح تلو الاخر فى هذا المنصب الرفيع والتى اعتادت ان تحققه طوال الفترة التى سبقت توليها المنصب الرفيع، حيث سبق توليها هذا المنصب توليها عدة مناصب اخرى منها ترأسها لجنة وضع المرأة والقضاء على التمييز ضد المرأة، بالاضافة الى انها شاركت فى وضع الاقتراح العالمى الذى صدر عن الامم المتحدة عام 1974 ليكون بمثابة حماية خاصة للنساء والاطفال فى اوقات الحروب والنزاعات المسلحة، وايضا وصولها عام 1983 لمنصب نائب رئيس المعهد الدولى للأمم المتحدة للبحوث والتدريب بهدف النهوض بالمرأة.

وفى عام 1992 ترأست التلاوى الاجتماع الخاص بهيئات الامم المتحدة المهتمة بتطبيق اتفاقيات حقوق الانسان وتستمر فى هذا المنصب حتى عام 1993 وترأس بعدها اللجنة الخاصة بتطبيق اتفاقية الامم المتحدة للقضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة ويكون المنصب الاممى الرفيع هو مسك الختام لعلاقة الدبلوماسية المصرية مع الامم المتحدة،محققة نجاحات عديدة دوليا. 

 ختامها مسك..«والي» من التضامن إلى الأمم المتحدة

النجاحات لا تتوقف والمصريون دائما ما يؤكدون للعالم أنهم قادرون رغم التحديات والصعاب، والدليل وزيرة التضامن غادة والى والتى حملت على عاتقها وزارة التضامن الاجتماعى فى اصعب الاوقات، واستطاعت ان تقهر جزءا من الاحزان التى غلبت على البسطاء مثل مبادرة «أطفال بلا مأوي» لتعود البسمة على شفاه الاطفال بعد ما اغتالت وجوههم صعاب الحياة ووهنت أجسادهم من قلة الحيلة.

ومن الاطفال الى الشيوخ والاسر استطاعت الوزيرة بفضل دعم القيادة السياسية لها عن طريق تكافل وكرامة والتى بدأت كنواة تسند الزير ولكنها اصبحت الان اكثر فاعلية فى مساعدة البسطاء فضلا عن المبادرة الرئاسية حياة كريمة لتسرع والى بوتيرة سريعة منقطعة النظير وتستطيع ان ترسم البسمة على وجوه عشرات القرى التى فقدت الامل فى حاضر كريم ولكن مع والى برعاية الرئيس السيسى المستحيل بالتأكيد ممكنا بسطاء مصر وقرى مصر المعدومة لها الحق وهذا ما حدث، لتكون فى النهاية الخاتمة مسكا وتنصب وكيلا للسكرتير العام لمنظمة الأمم المتحدة المدير التنفيذى لمكتب الأمم المتحدة للمخدرات والجريمة، ومدير مقر المنظمة الدولية فى فيينا وتكون خير خلف لخير سلف.