نهار

أفراح القبة...

عبلة الروينى
عبلة الروينى

ربما أراد المخرج يوسف المنصور رد رواية «أفراح القبة» إلى حقيقتها.. فالرواية التى كتبها نجيب محفوظ ١٩٨١ تدور فى عالم المسرح، وكواليس الفنانين أثناء تقديم مسرحية، تتناول أحداث حياتهم... ويقدم نجيب محفوظ الحدث من وجهة نظر ٤ شخصيات بالرواية.. كل يروى الحقيقة بزاوية نظر مختلفة... للحقيقة دائما وجوه أخرى.
ولعلها مغامرة كبيرة، أو لعلها ثقة (مستحقة) أن يقدم المخرج الشاب يوسف المنصور، بمجموعة من فنانى مسرح الشباب «أفراح القبة» تحديدا، بعد نجاحها الفنى كمسلسل درامى ٢٠١٦ من إخراج محمد ياسين وأداء لافت للممثلين (منى زكي، إياد نصار، صبرى فواز، صابرين، سوسن بدر..)... لكن يوسف منصور وفنانى مسرح الشباب نجحوا فى التحدي، أو نجحوا فى تقديم عرض مسرحى ممتع وعميق.. كل ممثل على المسرح يعى دوره، بحساسية وصدق وبساطة (سمر علام، أحمد صلاح، هايدى عبد الخالق، عبد المنعم رياض، جيهان أنور، محمد عبد القادر، باسم سليمان، فاطمة عادل، مينا نبيل، محمد تامر)...
قدم يوسف منصور (معد النص وهو نفسه المخرج).. قدم تكثيفا شديدا لنص نجيب محفوظ، محافظا على تفاصيله ورؤاه، والتركيز على زمن الأحداث ١٩٦٩ وانكسارات ما بعد هزيمة ١٩٦٧ رابطا بين هزائم الشخصيات على المسرح، وهزائم الواقع.. مستخدما الأناشيد الوطنية الحماسية الرومانسية والأغانى العاطفية، فى إشارة إلى رؤية محفوظ للأحلام المستحيلة والمثالية الجامدة، التى غالبا ما تنتهى إلى الكوارث!!.. هذا ما رآه مدير الفرقة سرحان الهلالى (لا يوجد أقسى من المثاليين، هم المسئولون عن المذابح العالمية)!! وهو نفس ما قاله الشيخ عبد ربه التائة فى (أصداء السيرة الذاتية) لمحفوظ (حذار فإننى لم أجد تجارة أربح من بيع الأحلام)!!..
نهاية المسرحية بدت مزدحمة ومرتبكة ومبالغة فى تحميل الأحداث الدامية، فى يد شخص مدير الفرقة، الذى يدير الشخصيات ويتحكم فى مصائرهم جميعا كعرائس الماريونيت.. ربما يتفق مع رؤية العرض ورؤية محفوظ لصانع الأحلام المستحيلة.. لكنها بدت على المسرح مزعجة!!.