محمد جلال يكتب | بيت الخشت وبيت القصيد.. الحوار"الطيب" و"الشرير"

محمد جلال مدير تحرير بوابة أخبار اليوم
محمد جلال مدير تحرير بوابة أخبار اليوم

استمعت كغيري للحوار الذي دار على هامش مؤتمر تجديد الخطاب الديني بين فضيلة الإمام الاكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الازهر والدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة ، والذي تناوله البعض علي منصات التواصل الاجتماعي بعد أن انقسموا كعادة أهل الفيسبوك بين مؤيد للشيخ " الطيب" وبين معارض للخشت . 

 

تحول الحوار بين أروقة " الفيسبوك" إلي جدل يشبه المهاترات التي  تلي نهايات مباريات كرة القدم ، فبطبيعة ثقافتنا تعودنا دوماً على أن نشاهد مباراة ، منتظرين نهايتها لنهلل لفريقنا الفائز ، أو ندافع عنه بعد هزيمته . 

 

اندهشت كثيراً لتلك المقاطع التي انتشرت لأجزاء مبتورة من الحوار الرائع بين " العالم و الاستاذ " ، والتي عنونها البعض عن جهل بعناوين مفادها أن الطيب استهزأ من " الخشت " مستشهدين بعبارة " الطيب" والتي طالب فيها الخشت أن يجدد في بيت أبيه بدلاً من التجديد في الدين " .

 

الحوار بين " الطيب " والخشت" سيظل حواراً يتذكره التاريخ كأحد الحوارات الراقية بين علامة الأزهر ، وأستاذ فلسفة الأديان و التي ندرت هذه الأيام .

 

ربما كانت اللغة التي تحاورا  بها  لغة غريبة على مسامع الغالبية العظمي من الذين صمت أذانهم بفضل مهرجانات " بيكا وشاكوش " ، لغة لم نعتاد عليها لصعوبة معرفة مترادفاتها ، بسبب ما نعيشه من جهل لغوي امتد عبر سنين ليتسلل لأبنائنا وجيل بأكلمه وأيضا فقدنا للغة الحوار البناء بدون جدل ، فتحولت حواراتنا إلى حوارات سفسطائية .

 

هواة مباراة الفائز والخاسر في حوار "الطيب و الخشت " عملوا بمبدأ " لا تقربوا الصلاة "، أنصتوا بـ "شرهم" لما يحبون أن يستعموا اليه من " الطيب" ، وحولوه بعد أن بتروه من " كامله " ليدللوا" عن نقص أصابهم ، بعد أن اداروها حرباً بين شيخ الأزهر وأستاذ الفلسفة .

 

لقد وصف الخشت التراث في بداية حديثه " ببيت الأب " وأكد علي اختلافه عن بعض الأمور داخل هذا البيت بفضل ما تم نقله عن بعض المحدثين غير المعاصرين وليس بسبب كينونة هذا البيت ، لم يتبرأ الخشت  من " بيت أبيه " وهنا يقصد التعاليم الدينية المتوارثة عبر القرآن الكريم وسنة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم  فهو البيت الأكبر مكمن هويتنا كمسلمين ، فكان رد الطيب بأن طالب الخشت " بالتجديد من  داخل هذا البيت " وليس كما صوره البعض عبر حلبات التواصل .

 

لقد كان الحوار بين شيخ الأزهر حواراً "طيباً " حوله المتفلسفون إلي حوارا شريرا ، لا أصل له ، فهم إما لم يعتادوا إلي مثل تلك الحوارات والتي تفوق استيعاب الكثير ، أو حولوه لساحة نزاع وحرب بين الطرفين خدمة منهم لأغراضهم " الشريرة " ... فشتان بين الحوارين ، شتان بين الطيب ، والشرير من الحديث.