ميدان «التحرير» يتنفس التطوير.. رمز النضال استحق التجميل

ميدان التحرير
ميدان التحرير

- المشروع يتضمن وضع مسلة عملاقة بارتفاع 19 مترا تحرسها 4 كباش فرعونية

- تحويل سطح جراج التحرير لمتحف مفتوح.. وزراعة 600 شجرة زيتون و150 نخلة

كان ميدان التحرير ومازال رمزا للدولة المصرية والذي منه انطلقت أهم حراكات الشعب سواء للثورة فى 25 يناير أو فى ثورة 30 يونيو والتى كتبت نهاية جماعة الإخوان الإرهابية بعد شهور من تولى حكم البلاد.

ونظرا لاقتناع القيادة السياسية بأهمية ميدان التحرير وضعت فى حسبانها ضرورة تطويره ورفع كفاءته ليكون شاهدا ورمزا للنضال وأيضا ليتواكب مع مشروع تطوير القاهرة الخديوية بوسط القاهرة.

فمنذ أسابيع قليلة تولت شركة المقاولون العرب بالتنسيق مع جهاز التنسيق الحضارى أعمال تطوير الميدان وبعد أيام ليست بكثيرة سيتم إنهاء الأعمال وافتتاح الميدان أمام المواطنين ليمثل نقلة تنموية فى البلاد.

«الأخبار» شهدت أعمال التطوير التى تجرى فى ميدان التحرير ليتحول إلى أحد المزارات الأثرية والسياحية فى البلاد بما يسمح بعودتها لأداء دورها التاريخى والثقافى والسياحى والأثرى.

وعلى قدم وساق تقوم الشركات المنفذة للمشروع بأعمال تطوير ميدان التحرير وإعادة رونقه وإبرازه على نحو حضارى بما يشمل رفع كفاءة الميدان المخطط تزيينه بمسلة فرعونية هى مسلة رمسيس الثاني والتى تم استقدامها من صان الحجر بجانب تماثيل 4 كباش على شكل أبى الهول برأس كبش والتى كانت موجودة بالفناء الأول خلف الصرح الأول بمعبد الكرنك فى مدينة الأقصر، هذا فضلا عن وضع مقاعد جرانيتية وأرضيات رخامية ونجيلة لتكون متنفسا للشعب المصرى إلى جانب دهان العمارات والمحلات التجارية المطلة على الميدان وإنارتها بالتعاون مع شركة الصوت والضوء وأيضا رفع كفاءة تمثال ومسجد عمر مكرم وأخيرا المتحف المفتوح الذى سيتم تنفيذه أعلى جراج التحرير فى سابقة هى الأولى فى مصر.

مخطط التطوير

فى البداية، كشف المهندس محسن صلاح رئيس شركة المقاولون العرب عن طبيعة الأعمال التى تتم فى الميدان ضمن مخطط تطويره حيث إن العمل يجرى فى 6 أماكن أولها الجزيرة الوسطى للميدان والتى سوف تتوسطها مسلة بوزن 600 طن وارتفاع 19 مترا وسيتم تركيبها على قاعدة بارتفاع حوالى 5 أمتار كما سيحيط بها تماثيل 4 كباش على قواعد بارتفاع 1.3 متر ويحيط بها نافورة على شكل شلال وبالتالى سوف يصعب الوصول إلى المسلة والكباش أيضا كما تتضمن الصينية أرضيات رخامية و3 صفوف من المقاعد الجرانيتية.

وأشار إلى أن ثانى مواقع العمل هي الجزيرة الثانية أمام الجامعة الأمريكية وتتضمن تركيب بلاطات ممشطة ومقاعد رخامية وكذلك الحال بالجزيرتين أمام عمارات التحرير والتى سيتم وضع نجيلة صناعية بهما أما الموقع الثالث وهو أعلى جراج التحرير فتم تركيب نجيلة أيضا وأعمال دهانات ورفع كفاءتها وأخيرا الموقع السادس أمام تمثال ومسجد عمر مكرم وهو الذي يتولاه جهاز التنسيق الحضاري.

وأشار رئيس شركة المقاولون العرب، إلى أن الشركة تتولى أيضا أعمال دهانات الأسوار الحديدية المحيطة بالميدان وإشارات المرور وأعمدة الإنارة وإضاءتها بجانب أعمال الإضاءة التجميلية التي ستتم فى العمارات والميدان من خلال شركة الصوت والضوء.

أما المهندس محمود رستم المشرف على أعمال تطوير ميدان التحرير، فقال إنه يجرى رفع كفاءة وتطوير الميدان بإضفاء طابع فرعونى له من خلال استقدام مسلة من صان الحجر تم نقلها كأجزاء فى البداية لهضبة الجلالة لترميمها ثم يتم نقلها إلى الميدان لتركيبها على القاعدة التى تم صبها بعناية شديدة وكذلك الكباش الأربعة الذين تم نقلهم من معبد الأقصر إلى أرض الحزب الوطنى لترميمهم تمهيدا لتركيبهم فى قواعدهم حول المسلة.

هذا بجانب أعمال بلاطات ممشطة ودهانات لأنحاء الميدان من محال تجارية وعمارات وغيرها وأيضا تنفيذ أعمال نجيلة صناعية وصناديق أشجار زيتون بقلب الميدان وتركيب بلدورات جديدة تتناسب مع ذوى الاحتياجات الخاصة، وأشار إلى أن نسب التنفيذ فى الميدان وصلت لحوالى 70% وعقب تركيب المسلة والكباش سيتم إنهاء أعمال تركيب النافورة والمقاعد الرخامية وتشطيب صينية الميدان ليتم إنهاء أعمال التطوير بالكامل كذلك.

الصورة البصرية

وأكد المهندس محمد أبوسعدة رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، أن الجهاز مشارك فى أعمال تطوير ميدان التحرير حيث إن دوره منصب على تحسين الصورة البصرية للميدان من خلال تطوير واجهات العمارات ورفع كفاءتها وبالفعل هناك 19 عمارة قام الجهاز بأعمال الدهان والتطوير لها لتتناسب مع الأعمال فى كل الميدان هذا بالإضافة إلى تحسين الصورة البصرية لمجمع التحرير الذى سيدخل فى التطوير من خلال تطوير واجهته أيضا وكذلك أيضا مسجد عمر مكرم.

وأشار إلى أن خطة تطوير الميدان جاءت كثمرة للتعاون بين العديد من الوزارات والجهات في الدولة حيث إنها ستمثل نقلة حضارية للميدان عقب الانتهاء من عملية التطوير.

وأضاف رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، أن أعمال تطوير الميدان تتضمن العمل على مستويين؛ الأول وهو تطوير الفراغ العمرانى للميدان ليتماشى مع قيمة الميدان وتاريخه العريق حيث تم وضع تصور لتطوير واجهات كل المبانى المطلة على الميدان وترميم كل الزخارف على الواجهات وكذلك تعديل واجهات المحلات التجارية وإزالة كل التعديات والمخالفات على واجهات المبانى التراثية لتتبع الاشتراطات العامة للمنطقة كمنطقة تراثية مسجلة.

وأوضح أنه يشترك فى تطوير الميدان العديد من الجهات ولكن يقتصر عمل الجهاز على تطوير العمارات المسجلة طرازا معماريا متميزا المطلة على الميدان حيث تم التخطيط ووضع رؤية لإعادة رونقها بالتعاون مع المحافظة وكذلك تطوير واجهات المحلات وتلافى وجود أى بروز أو أشياء تشوه هذه المحلات، وأشار إلى أن أعمال تطوير الميدان تأتى تمهيدا لنقل المومياوات الملكية من المتحف المصرى بالتحرير إلى متحف الحضارة المصرية بالفسطاط.

وكشف المهندس وليد عمارة المشرف على أعمال تطوير من قبل المكتب الهندسي للمشروع، عن أن الأعمال سوف تتضمن تنفيذ متحف مفتوح فى المنطقة أعلى جراج التحرير من كوبري قصر النيل وحتى المتحف المصري حيث يجرى حاليا اختيار عدد من القطع الأثرية والكتل الجرانيتية التى سيتم وضعها فى هذا المتحف، وأشار إلى أن المكتب المصمم للمشروع تبرع بحوالى 600 صندوق شجر زيتون سيتم وضعها فى الميدان وأيضا 150 نخلة وذلك هدية من المكتب لأعمال التطوير.

نسابق الزمن

العمال فى ميدان التحرير يتسابقون فى إنجاز أعمال التطوير؛ فمنهم من يقوم بزراعة الأشجار بشكل جمالى متناسق ومنهم من يقوم بأعمال الرصف والتجميل ومنهم من يقوم بعمليات الحفر تمهيدا لوضع المسلة الفرعونية، وبدأ العمل بإزالة سارية العلم التى كانت تتوسط صينية ميدان التحرير وذلك فى إطار خطة تطوير الميدان تمهيدا لوضع مسلة الملك رمسيس الثانى التى تم نقلها من منطقة صان الحجر الأثرية بالشرقية وتم ترميمها بمعرفة وزارة الآثار كما تم إنشاء قاعدة بارتفاع 5 أمتار لتثبيت المسلة عليها حيث يصل وزن المسلة إلى 100 طن.

ويقول وليد محمد من الشركة المنفذة، إن أعمال التطوير تشمل كل مناحى الميدان من إنارة وأرضيات وأرصفة وأسوار ومداخل المترو وذلك تحت إشراف وزارة الإسكان بالتنسيق مع محافظة القاهرة فضلا عن رفع كفاءة الشوارع والكبارى وإزالة الإشغالات وتطوير المنطقة المحيطة بمتحف الحضارة بطلاء واجهات العقارات الموجودة مع رفع كفاءة الطرق والكبارى وتجميل الشوارع، وأشار إلى أنه جار إنشاء نافورة ووضع مسلة فرعونية.

وأضاف أشرف مروان - عامل - أنهم يسابقون الزمن من أجل إنهاء المشروع وخروجه إلى النور والانتهاء منه، وأضاف أن المشاركة فى هذه المشروعات يزيده شرف وفخر، وأشار إلى أن العمل فى المشروع يجرى على مدار اليوم من خلال ورديات لسرعة تنفيذه فى أسرع وقت.

ممشى التحرير

ومن خلال جولة «الأخبار» فى أنحاء الميدان تجد أن ملامح التطوير ظهرت بالفعل من خلال الانتهاء من جزء كبير من ممشى التحرير ورزع أغصان الزيتون وتشجيرالميدان وطلاء واجهات العمارات والأسوار المحيطة بالميدان ووضع «السقالات» على مسجد عمر مكرم وتمثاله وعلى الجانب المقابل يقوم العمال باستكمال أعمال إنشاء النافورة والمسلة.

هذه الحالة من العزيمة تكشف مدى الهمة والعزيمة التى ارتسمت على وجوه الجميع للانتهاء من هذا المشروع الذى سيغير وجه العاصمة، وقال محمد محمود مهندس بالمشروع إن المشروع سيشمل تطوير أعمال الإنارة وإزالة اللافتات المخالفة ودهان الواجهات وغيرها من أعمال التطوير وذلك يأتى فى إطار التعاون مع عدد من الجهات المعنية بالدولة.