فى الصميم

طريق السلام والشرعية الدولية

جـلال عـارف
جـلال عـارف

الرفض الفلسطينى لمقترحات نتنياهو وترامب رافقه حديث مسئول من الرئيس «أبو مازن» عن استخدام كل الوسائل السلمية لحماية الحقوق الفلسطينية، وعن استعداد التفاوض فى إطار «الرباعية الدولية» التى تضم الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبى وروسيا وأمريكا مع التزام الجميع بقرارات الشرعية الدولية التى تؤكد أن الطريق للسلام لابد أن يمر عبر إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس العربية.
هذا كلام هام لأنه يرد على المزاعم التى تساق فى محاولة تبرير الاعتداء على الحقوق الفلسطينية بادعاء أن القيادات الفلسطينية هى المسئولة، وأنها ترفض السلام وتتهرب من مسئولياته.. بينما الواقع يقول إن «أبو مازن» يخوض التفاوض منذ ما قبل أوسلو ولأكثر من ربع قرن تحت رعاية أمريكا، لتكون النتيجة فى النهاية إغلاق كل الطرق إلى السلام الحقيقى بفعل سياسة فرض الأمر الواقع من جانب إسرائيل وبسبب تحول الراعى الأمريكى لمفاوضات السلام إلى شريك لإسرائيل يعطى لنفسه الحق فى إضفاء الشرعية على احتلال إسرائيلى ترفضه كل القوانين والقرارات الدولية.
بلورة استراتيجية فلسطينية للتعامل مع الموقف الجديد بكل تحدياته أمر هام. ولعل الظروف الصعبة التى فرضت نفسها على الواقع الفلسطينى فى الفترة الماضية كانت سببا فى استنزاف الجهد وتأخير خطوات كان لابد منها، لكن المهم الآن أن يكون الجميع قد تعلموا الدرس، وأن تتحقق الوحدة الوطنية بين كل الفصائل دون تأخير، وأن تختفى الصراعات الصغيرة أمام التحديات الهائلة التى يفرضها الموقف الحالى وتداعياته القادمة.
نحن أمام رؤية أمريكية - إسرائيلية لا تلزم إلا أصحابها ومن يوافقون عليها. الموقف الفلسطينى هو الفيصل فى تشكيل موقف عربى، ثم فى مخاطبة العالم بأن السلام لا يمكن أن يتحقق إلا إذا كان عادلا ومتوافقا مع الشرعية الدولية التى ترفض الاحتلال وكل ما يترتب عليه، وتدرك أن الخضوع للقوة الغاشمة لا يعنى إلا المزيد من الصراع حتى يتحقق الحل العادل الذى لا بديل عنه لسلام حقيقى.