نيويورك تايمز: تفشي فيروس «كورونا» يختبر مدى اعتماد العالم على الصين

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

قالت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية في تقرير نشرته الأربعاء 29 يناير إن تفشي فيروس كورونا الجديد يختبر مدى اعتماد العالم على الصين.

وأوضحت الصحيفة، في تقريرها، أن فيروس كورونا، الذي يشبه الالتهاب الرئوي والذي تسبب في وفاة مئات الأشخاص وإصابة الآلاف، أدى إلى تعطيل أحد أهم محركات النمو في العالم، حيث قامت السلطات الصينية، عقب محاولات فاشلة في إبطاء وتيرة تفشي الفيروس، بتمديد عطلة رأس السنة الصينية حتى 3 فبراير المقبل، كما عَطَلت حركة النقل الجوي والبري والنقل عبر السكك الحديدية، وأغلقت كافة المدن لديها.

وأشارت الصحيفة إلى أن الصين أصبحت جزءًا أساسيًا من آلة الصناعة العالمية الحديثة بعد أن كانت أمة فقيرة منذ أربعة عقود، فالصين وحدها مسئولة عن نحو سدس الناتج الاقتصادي العالمي، وتعد أكبر صانعة ومتاجرة في العالم.

وفي أعقاب تفشي الفيروس، قررت عدد من الشركات العالمية إغلاق مصانعها في الصين، فمن المقرر أن توقف شركتا "فورد" و"تويوتا" بعض مصانعهما الضخمة في الصين المتخصصة في تجميع السيارات لأسبوع إضافي بعد 3 فبراير المقبل، كما تعمل شركة "آبل" على تغيير مسار سلاسل التوريد الخاصة بها، ويراقب العاملون في مجال السياحة من أنحاء آسيا الوضع في الصين بقلق بالغ.

وقررت الخطوط الجوية البريطانية اليوم تعليق رحلاتها الجوية للصين، وأعلنت شركة إير كندا وشركة الطيران الأمريكية يونايتد أيرلاينز هولدنجز اعتزامهما خفض عدد رحلاتهما الجوية إلى الصين.

وحظرت شركة "فيسبوك" للتواصل الاجتماعي ووكالة الأنباء الأمريكية "بلومبرج" سفر موظفيهما للصين وقاما باتخاذ تدابير حجر صحي خاصة بهما.

وفي هذا السياق، قال جيك باركر، نائب رئيس مجلس الأعمال الأمريكي - الصيني، إن أعضاء المجلس يتعرضون لدرجات متفاوتة من الاضطراب في أعمالهم التجارية بما في ذلك مشاكل سلاسل التوريد والإغلاق المؤقت لبعض المصانع ومنافذ البيع بالتجزئة فضلًا عن مواجهتهم تحديات أخرى.

وأوضح باركر أنه إذا تم تمديد حظر السفر أوالحجر الصحي أو عطلة رأس السنة الصينية لفترة تتجاوز 8 فبراير المقبل، سيتسبب ذلك في مضاعفة هذه المشكلات.

من جهتها، قالت منظمة السياحة العالمية، بحسب الصحيفة، إن المستهلكين في الصين يشترون السيارات والهواتف الذكية بدرجة تفوق أي بلد آخر، كما ينفق السائحون الصينيون 258 مليار دولار في العام ما يقارب ضعف ما ينفقه الأمريكيون.

ولفتت الصحيفة إلى أن مدينة ووهان الصينية التي انطلق منها الفيروس تعد أحد أكبر مراكز النقل الوطنية في الصين وتحوي متاجر لشركات سيارات كبرى مثل "هوندا" و"نيسان"، كما تعد المدينة مركزا لأكثر من ثلث الاستثمارات الفرنسية في الصين.