حكايات| «سائقة الأقاليم».. في مهمة بالمجلس القومي للمرأة

سائقة الأقاليم
سائقة الأقاليم

لا تعمل فقط من أجل «أكل العيش»؛ إذ يبدو أن هناك رسالة تريد توصيلها أيضا، فسائقة التاكسي زينب علي، تواجدت في أحد مؤتمرات المجلس القومي للمرأة ضد العنف التي تواجهه السيدات، والأكثر إدهاشا أنها كانت في مهمة توصيل سيدات من المنوفية لحضور المؤتمر.

يطلق عليها الزبائن «أم ساجد»، أو «سائقة الأقاليم»، وهي نموذج لسيدة مكافحة تبلغ من العمر ٣٧ سنة قررت مواجهة كل الظروف والتحديات لمساعدة زوجها المريض وأولادها، حيث عملت على تاكسي في المنوفية.

عملت عبر الأقاليم، كأول سائقة تعمل في هذا المجال، ولديها ولدين وبنت، الأول ساجد في الصف الأول الإعدادي، والثاني نور في الصف الثاني الابتدائي، وحور، في الحضانة.

ليسانس آداب

تقول زينب: «سعيدة بهذه التوصيلة، دخلت وحضرة المؤتمر حيث منحني القوة لمواجهة التحديات والعنف الذي أقابلة كسائقة تاكسي، وبالرغم من ذلك أكدت أنها سعيدة بعملها كسائقة تاكسي، حيث أصبحت مشهورة»، مؤكدة على أنها لو كانت اشتغلت بشهادتها ليسانس الآداب قسم جغرافيا التي حصلت عليها من جامعة المنوفية.

لقمة العيش

وترى أم ساجد أن «الشغل اللي في الشارع بالنسبة لها لا يوجد فيه بهدلة»، وتصف زينب حالها: «أبحث عن لقمة العيش، بالحلال حيث أستقل التاكسي الخاص بي، وانطلق في شوارع مدينة شبين الكوم بمحافظة المنوفية، أو أقوم بعمل مشاوير خاصة للسيدات في القاهرة والإسكندرية من أجل الحصول على المبلغ كبير لسداد مصاريف أولادي من ملبس ومأكل ودروس خصوصية».

قالت: «اشتغلت في بادئ الأمر سائقة على توكتوك كان زوجي شغال عليه، فقررت أقف معاه وبعت الشبكة بتاعتي ودي كانت البداية، وبعد كده عملنا جمعية وجبنا تاكسي، وبعد كده غيرت التاكسي من الصندوق الاجتماعي، وهو دا التاكسي الخاص بي دلوقتي».

مرارة الانفصال

وقالت «أم ساجد» بمرارة أنها ظهرها انكسر بعد انفصالها عن زوجها لعدم تحمله نظرة الرجالة لي أثناء العمل، إذ تقول: «ما قدرش يقاوم وكان شايف إن ده مش وسط مناسب لي ومش مهنتي، بس أنا قررت أنزل أنا أشتغل، لسد عجز الماديات اللي مواجهني، وفي نفس الوقت أبنائي محتاجين للشغل عشان الفلوس».

تؤكد أنها لا تواجه مشاكل مع الزبائن، حتى لو قام أحد بافتعال أزمة تتعامل معه بحكمة، مشددة على أن تعليمها وخبراتها في الحياة والشغل تساعدها في ذلك.

وقالت: «أذهب للعديد من المشاوير الخاصة مع المواطنين في محافظات أخرى وتوصيل واستقبال المسافرين إلى مطار القاهرة وألقى معاملة حسنة من قبل جميع الضباط في المرور وفي بعض الأوقات يقوم الضباط والأمناء بطلب التصوير معها أثناء سيرها في الطريق».

مناشدة ضد التنمر

وعن المضايقة التي تؤرق حياتها، هو التنمر الذي يتعرض له أولادها بسبب عملها، وتقول: «حملت ظروف البلد وقررت العمل على تاكسي وهي وظيفة ليست سهلة لتربية أبنائي الثلاثة، والأولاد في المدرسة يعايرون ابني بعملها»، مناشدة هؤلاء بالكف عن هذا الأسلوب من  أجل أطفالها.

وتساءلت في النهاية: «لماذا يتعجب المجتمع من أن تعمل المرأة سائقة تاكسي ؟ العمل مش عيب».

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي