«الحضري» بعين الناقد المؤرخ في «حواديت المآذن»

حواديت المآذن
حواديت المآذن

 بدأت الفكرة على صفحات رمضان الماضي بجريدة«الأخبار» عبر سلسلة حلقات عن المساجد المريقة بمدينة القاهرة. 

لكن الجولة العابرة سرعان ما تحولت إلى كتاب صدر مِؤْخرا للكاتب الصحفي إيهاب الحضري، وحمل عنوان: «حواديت المآذن.. التاريخ السري للحجارة» لتفتح صفحاته المجال لمزيد من الحكايات عن المساجد التي تناولها المؤلف خلال الشهر الكريم، وأخرى لجوامع لم يستعرضها خلال الحلقات اليومية.

الكتاب الذي صدر مؤخرا عن الفؤاد للنشر والتوزيع لم يقتصر على الحكايات، بل تضمن تقدا موضوعيا لكتابات المؤرخين، وما تتضمنه من تناقضات وأحيانا قصصا بعيدة عن المنطق، ليطالب الحضري في خاتمة كتابه بضرورة إجراء مراجعات جادة لهذه الكتابات. فيقول: «تصحيح الأخطاء يحتاج إلى مجهود مضن، لا يُفترض أن ينتهي بالضرورة إلى الحقيقة المؤكدة، فكثيرون ممكن كتبوا لم يعاصروا ما سردوه من أحداث، ويزداد الأمر صعوبة عندما يفتح بعضهم الباب لوجهة نظره الشخصية.
ينطلق الكتاب من مسجد ابن طولون، الذي يُعد أقدم مسجد في مصر باق على حالته الأصلية، ثم تنقسم الأبواب بعد ذلك إلى ثلاثة أقسام أساسية: الحقبة الفاطمية، ومنها يتحدث الكاتب عن ثلاثة مساجد، هي الحاكم بأمر الله، الأقمر، والصالح طلائع.
ويستعرض خلالها حكايات شيقة عن الخليفة الغامض الحاكم بأمر الله، وقراراته العجيبة بمنع نزول النساء إلى الشوارع، وحظر أكل الملوخية، ثم اختفاءه الذي لايزال لغزاَ حتى الآن، كما يتطرق إلى دور الفاطميين في ظهور طائفة الحشاشين، التي تعتبر واحدة من أهم الجماعات الإرهابية على مدار ‎التاريخ، ويتناول عبر صفحات الكتاب أيضا الجدل الدائر حول مكان دفن رأس الحسين.

وتحدت عنوان «سبق المآذن المملوكية» يدور القسم الثاني الذي تتناول عدداً من مساجد تلك الحقبة التاريخية، ويعد هو الجانب الأكبر من الكتاب، حيث استعرض العديد من المساجد والجوامع والمدارس، ومنها الناصر محمد بن قلاوون، السلطان حسن،برقوق، المؤيد شيخ. قرافجا الحسنى الذي أقيمت مئذنته في طرف آخر من الشارع، لتظل منفصلة عنه،وقجماس الإسحاقي.

ومن الحقبة العثمانية يختار ثلاثة مساجد فقط، منها «الملكة صفية» الذي بناه مملوك لزوجة السلطان العثماني في القاهرة،
وبعد وفاته اغتصبت المحكمة المسجد بحكم محكمة في اسطنبول، وجامع أبو الذهب الذي ارتبط صاحبه بخيانته لأستاذه على بك الكبير، مما جمل مصر تعود ولاية عثمانية، بعد سنوات من استقلال علي بك بها.