قبيل افتتاحه.. خلية نحل في مشروع متحف «قناة السويس»

قناة السويس
قناة السويس

أشهر قليلة تفصل الإسماعيلية عن حدث تاريخي كبير، بافتتاح متحف هيئة قناة السويس في أول مقر لرئاسة الهيئة والذي أسسه المهندس فرناند ديلسيبس عام 1862 مع بداية حفر مشروع قناة السويس.


فيلا على طراز إسلامي؛ تتميز بشكل أوروبي على بعد خطوات من فيلا إقامة المهندس الشهير.. ألواح متراصة من الخشب في شكل هرمي تٌضفي عليها الخضرة لمسة جمال كأنها قطعة أوروبية. 


تاريخ المبنى
استخدم المهندس الفرنسي ديلسيبس المبني بعد افتتاحه عام 1869 في أعمال تيسير العمل في شركة قناة السويس، فكان المبنى يحوي مايقرب من 90 غرفة تم تخصيصهم للعاملين الفرنسيين القائمين على تشغيل الممر المائي.


وبعد تأميم القناة، نُقلت رئاسة الهيئة لمبني جديد "مبني الإرشاد" حتى أن تم تخصيص جزء منه للحزب الوطني في السبعينيات وجزء آخر منه لجهاز تعمير سيناء.


تعرض المبنى للتخريب في ثورة يناير إلى أن تم حل الحزب الوطني، وعادت الفيلا المملوكة لهيئة قناة السويس، وفي 2012 بدأت مشاورات مصرية فرنسية لإقامة متحف عالمي للهيئة في مقر الإدارة القديم.


بداية التخطيط
بدأ التخطيط للمتحف في 2012 وقت تولي الفريق مهاب مميش رئاسة هيئة قناة السويس، بالتعاون مع وزارة الآثار خاصة لوجود عدة مباني ملحقة بالمبنى واتساع مكانه.


في نفس العام زار وفد فرنسي من جمعية أصدقاء قناة السويس، وفرديناند ديليسبس، برئاسة أرنو راميير فدى فورتانييه، والأمير حسين طوسون وحرمه عضوا الجمعية لبحث التعاون فى مجال المحافظة على التراث.


وناقش مميش حينها، مع الوفد الفرنسى إمكانية تحويل المقر القديم لشركة قناة السويس وهو ماسيساعد تحول مدن القناة إلى منطقة جذب سياحى جديدة.


وفى 17 نوفمبر 2017 وضع رئيس الهيئة ووزير الثقافة ومسئول فرنسي، حجر الأساس للمتحف الجديد، وقررت لجنة هندسية فرنسية وجامعة القاهرة إزالة المبانى العشوائية التى بناها الحزب الوطني داخل المبنى وتطوير الأثري منه.


مكونات المتحف
يشغل المتحف مساحة 10 آلاف متر ، تشمل مساحة المباني المشغولة منها 5 آلاف متر يضم شبكة أنفاق داخلية ممتدة خارج نطاق المتحف.
ويتكون المتحف من ساحة مستطيلة يتوسطها فناء كبير يفتح عليه وحدات المبنى التى تزيد عن 90 حجرة محمولة على أعمدة خشبية وتغطيها أسقف خشبية.


أعمال الترميم
تولت شركة المقاولون العرب، أعمال الترميم التي بدأت منذ مايقرب من عام بدأت بترميم الأعمال الخشبية بالكشف عن اللون الأصلي للأخشاب ودهانات الحوائط الذي أنشئ بها المبنى وإعادتها لأصلها.


يقول المهندس مبارك منصور، رئيس فرع القناة وسيناء بشركة المقاولون العرب إن الشركة تقوم بإعادة تطوير المتحف تحت الإشراف الأثري والهندسي الكامل لوزارة الآثار.


وتابع أنه يجري دمج غرف المتحف التي تبلغ 145 غرفة إلى 85 غرفة، وإنشاء جدارية تذكارية تحكي تاريخ القناة منذ نشأتها وحتى إنشاء القناة الجديدة بتكلفة مبدأية للمشروع كاملاً تصل إلى 200 مليون جنيه ليكون متحفًا عالميًا يحكي تاريخ القناة.


ويتميز المتحف، بوجود المظلات الخشبية المحيطة بالمبنى والمغطاة بالقرميد، حافظ على شكله لسنوات إلا أن الإهمال وتركه للعوامل الجوية دون صيانة أثرت عليه بالكامل.


يقول محمد أنور المدير المسؤول عن صيانة أجزاء كبيرة من المتحف، إن هناك أجزاء كبيرة يتم ترميمها ليعاد تركيبها مرة أخرى باعتبارها جزءا أساسيا من المتحف لايمكن الاستغناء عنه.


وأضاف: "المبني بالكامل مسجل أثري والتعامل معه يتم بحرفية شديدة من خبراء الترميم وفرق من وزارة الآثار، ويتم التعامل مع كل جزء على أنه قطعة أثرية للحفاظ عليه وفقاً للمعاير الدولية".


ويضم المبنى، العديد من الغرف جاري تطويرها و114 بابا و175 نافذة و303 عامود خشبي جارٍ إعادة ترميمهم إلي جانب عدة إنشاءات جديدة بالمتحف.


رئيس الهيئة: "متحف عالمي" 
في نوفمبر الماضي زار الفريق أسامة ربيع، متحف قناة السويس لتفقد أعمال التطوير التي تتم والتقى بمجموعة من المهندسين والخبراء القائمين على عملية الترميم.


وقال ربيع، إن متحف قناة السويس سيتم افتتاحه خلال العام الجاري بعد تحويل المبني إداري، باعتباره أحد عوامل دعم السياحة بالمنطقة لمتحف عالمي سيضم القطع الأثرية النادرة التي تحمل تاريخ إنشاء قناة السويس.


وأكد ربيع على أن هيئة قناة السويس، لن تدخر جهداً في سبيل الحفاظ على هوية القناة المصرية، وتخليد تاريخ حفر آلاف المصريين للقناة بعرقهم ودمائهم.