عطر السنين

سقف الأحلام

ميرفت شعيب
ميرفت شعيب

فى سنوات الصبا والشباب يرتفع سقف الاحلام الوردية إلى مدى غير محدود مع اتساع معطيات الظروف واتساع آفاق الحياة حتى يظن الانسان انه قادر على تحقيق أى شيء وان الاقدار سوف تساعده على تحقيقها ولن تعانده ثم تأخذ الاحلام فى التحديد مع الالتحاق بالجامعة ثم نوعية العمل فينخفض سقف الاحلام شيئا ما ومع مرور السنين ينخفض السقف شيئا فشيئا ونتجه للواقعية وتجذبنا دوامة الحياة بمسؤلياتها التى لا تنتهى واحباطاتها التى ترتفع بمعنوياتنا صعودا وهبوطا حسب ما تذهب بنا الايام والظروف.. وكلما مضى العمر يستمر هبوط سقف الاحلام ليصبح اكثر واقعية وتظل الامنيات الغاليات بعيدة بُعد النجوم فى السماء وتتنوع الاحلام للوطن والانسانية وأخرى للاقارب وللاصدقاء المقربين واحلام للنفس قد تنعم علينا الايام بتحقيق بعضها ويظل بعضها بعيدا بُعد النجوم ولكن لابد ان نستمر فى الحلم حتى لو تجاوزنا اعتاب الشباب ووصلنا إلى خريف العمر وانخفض سقف الاحلام وابتعد عن التحليق بعيدا وضاقت المسافات بين الحلم والواقع ولكنها سنة الحياة.
مع بداية العام الجديد يتسابق الجميع لقراءة الطالع سعيا لمعرفة المجهول خوفا منه وتمنيا لتحقيق احلامه وتنشط تجارة الطالع وتوقعات من يسمون انفسهم علماء الفلك وخبراء النجوم فنراهم ضيوفا على الفضائيات ليقرأوا توقعاتهم للمشاهير والساسة وللمشاهدين الذين يتلهفون على معرفة مستقبلهم وهو فى علم الغيب الذى لا يعلمه إلا الله عز وجل يتهافتون لمعرفة ما سيأتيهم من مال والرزق من عند الله وكيف ستكون عواطفهم؟ والله مؤلف القلوب اذا ما تعارفت وتآلفت وكيف ستكون صحتهم والصحة والمرض بيد الله وهى ابتلاءات قدرها الله عز وجل ليختبر صبر الانسان على ما يبتليه به من امراض وما دام المستقبل بيد الله عز وجل فلماذا يندفع الانسان وراء المنجمين محاولا التكهن بما سيأتيه فى الغيب فى العاطفة والمال والعمل؟! فلنعش حياتنا كما ينبغى ان تكون ملتزمين بحدود الله وطاعته متجنبين لنواهيه صابرين على اقدارنا راضين قانعين بأرزاقنا واثقين فى الله عز وجل بأنه سيعطينا ما نستحق حسب ما قدر لنا من رزق بمختلف انواعه من مال وصحة وذرية صالحة وان يكون لنا دور ايجابى فى الحياة كمواطنين صالحين نحب وطننا ونبذل فى سبيله الرخيص والغالي.

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي