فى الصميم

محاكمة ترامب..

جـلال عـارف
جـلال عـارف

بدا الرئيس الأمريكى «ترامب» وهو يتحدث أمام مؤتمر دافوس الاقتصادى العالمى، وكأنه يتحدث الى الداخل الأمريكى ويخاطب مؤيديه مؤكدا على الإنجازات الاقتصادية التى حققها أثناء سنوات حكمه الثلاث حتى الآن.
ولم يكن ذلك غريبا.. ففى نفس اليوم كان مجلس الشيوخ الأمريكى يبدأ فى نظر قضية عزل ترامب، وكانت المعركة مع الديموقراطيين تصل إلى نقطة حاسمة، وكان «ترامب» يدرك أن سلاحه الأساسى فى هذه المعركة هو الاصطفاف الكامل لمعسكره الجمهوري.. سواء على مستوى المواطنين أو حيث يتخذ القرار الحاسم بشأنه فى الهيئة التشريعية.
ولاشك أن بداية «المحاكمة» أمام مجلس الشيوخ قد أظهرت نجاح الجمهوريين فى رص صفوفهم والحفاظ على أغلبيتهم فى المجلس (٥٣ عضواً من أصل مائة) وفرض البرنامج الذى أعدوه بعناية لسير المحاكمة والذى يحقق لهم الهدفين الأساسيين : سرعة المحاكمة، ورفض إدانة الرئيس.
وعلى مدى ساعات طويلة رفض الجمهوريون بكل حسم التعديلات التى حاول الديمرقراطيون إدخالها من أجل إرغام البيت الأبيض والإدارة الأمريكية على تقديم أى مستندات أو وثائق تتصل بالقضية، أو استدعاء شهود جدد كانت تعليمات الإدارة قد منعت معظمهم من الإدلاء بشهادتهم أمام مجلس النواب.
والنتيجة أنه ـ اذا لم تحدث مفاجآت ـ فإن «المحاكمة» ستكون مبارزة بين الحزبين، وأن السيناريو الذى نجح الجمهوريون فى تمريره سوف يحرم الديموقراطيين من فرصة استغلال «المحاكمة» لإثبات عدم صلاحية ترامب لموقعه ولاضعاف موقفه فى الانتخابات القادمة بعد شهور.
ورهان الجمهوريين الأهم الآن هو أن يتراجع اهتمام الرأى العام بمتابعة القضية .. فلا شهود جدداً يكشفون المزيد من المعلومات، ولا وثائق تؤكد أو تنفى الاتهامات، والأغلبية صامدة.. حتى الآن إلى جانب ترامب تضمن له التصويت.. ولكن هل تضمن إغلاق الملف دون تداعيات قد تنفجر فى أى لحظة من موسم انتخابى عاصف؟.. وماذا ستفعل فى ظل انقسام يضرب أمريكا بعمق؟.. الإجابة خارج المحاكمة، وخارج التوقعات!!