إنها مصر

الإخوان وأسلحة الكذب !

كرم جبر
كرم جبر

جمال عبد الناصر لم يكن إخوانياً، ورغم ذلك حاول احتواءهم وتحقيق مطالبهم فى بداية ثورة يوليو،ولما أدرك أنهم يريدون أن «يتعشوا بيه»‬، «تغدى بهم» وكان عنيفاً فى مواجهتهم، وظل الثأر التاريخى يحكم العلاقات بين الطرفين، ورغم محاولات بعض الناصريين المصالحة، إلا أن ما فى القلب فى القلب، ولن ينزاح العداء أبداً.
السادات أرادهم حلفاءه وأنصاره فى بداية حكمه، ليواجه بهم الناصريين والشيوعيين، فأخرجهم من السجون، وداعبهم بلقب «الرئيس المؤمن «وظن أنهم سيردون له الجميل، ولم يفق إلا بعد الصدام العنيف فى أحداث الزاوية الحمراء سنة ١٩٨١، فخرج فى خطاب علنى يصب عليهم غضبه، وقال عبارته الشهيرة «أنا كنت غلطان»، «غلطة بفورة» وكانت أحداث المنصة عام ١٩٨١، عندما اغتلوه فى ذكرى انتصاره.
>>>
الكذب سلاحهم وظلوا على مدى 50 عامًا يُقسمون بأنهم لم يحاولوا اغتيال عبد الناصر فى المنشية، وإنها كانت تمثيلية للتنكيل بهم، ولكن بعد 25 يناير تفاخروا علنًا بأن مجموعة انتحارية تتكون من محمود عبد اللطيف وهنداوى الدوير ومحمد النصيرى، هى التى قامت بالعملية.
وبعد أن سجل الإخوان ما أسموه ملاحم التعذيب فى سلخانات عبد الناصر، ورصدت زينب الغزالى فى كتاب «حياتى» قصصًا يشيب لها الولدان، عن الكلاب المتوحشة التى كانت تنهش جسدها فى السجن الحربى، وجلدها بالسياط وتعليقها فى الفلكة وإغراقها فى حوض مياه.. اعترفوا بعد سنوات طويلة بأن الكتاب لا تعرف عنه زينب الغزالى شيئًا، وأنه من تأليف على جريشة، الذى أطلق العنان لخياله لشحذ الهمم ضد عبد الناصر.
وبعد أن روجوا ان اعتصام رابعة كان سلميًا، وأنهم لم يحملوا سلاحًا ولم يطلقوا رصاصة، اعترف الارهابى الهارب احمد المغير مؤخرا « أيوه، كان الاعتصام مسلحًا، لم يكن فقط مسلحًا بالإيمان أو عزيمة الشباب أو حتى العصيان الخشب، لا، اللى بتكلم عليه الأسلحة النارية كلاشات وطبنجات وخرطوش وقنابل يدوية ومولوتوف، ويمكن أكتر من كده، كان فيه سلاح فى رابعة كافى إنه يصد الداخلية، ويمكن الجيش كمان».
>>>
الحمد لله إنهم حكموا مصر عامًا، ليعرف المصريون حقيقتهم، وإدمانهم الكذب كأساس ثابت فى منهج الجماعة ويسرى فى عروق أعضائها، ولو أقسمت للناس إنهم لا يعتبرون مصر وطنًا بل محطة وصولًا للخلافة، ما كانوا يصدقون إلا بعد أن جربوا بأنفسهم وشاهدوا بأعينهم حجم المخاطر والأهوال التى أحاطت بوطنهم، إذا استمر الإخوان فى الحكم.
فى المحن والأزمات يلتف الناس حول أوطانهم.. إلا الإخوان.
يسعدون للكوارث والنكبات، ففى استحكام حلقاتها فرج لهم، فى اشتعال الحرائق تدفئة لمؤامراتهم، ومنذ نشأتهم كانوا شوكة فى الظهر، فهم يتطلعون لوطن غير وطنهم، ولا يريدون حكماً إلا حكمهم، ولا يتورعون فى استخدام أية وسيلة تحقق أطماعهم.