فيض الخاطر

رواية عمرو عبد السميع

حمدى رزق
حمدى رزق

يلزم الاحتفاء مع الحق الكامل فى الاختلاف، بكتابات الصديق « عمرو عبد السميع ' فى عموده اليومى «حالة حوار» بالأهرام فى إيراد رواية مغايرة ليناير 2011، رواية ثرية معلوماتية مكتوبة باحترافية، تجلى زوايا دفنت عمدا تحت ركام من التهليل والتكبير.
الرواية الأخرى، رواية عمرو عبد السميع، حقًا صادمة، تصدم كثيرًا من المتحمسين لا يزالون ليناير 2011.. التى يصفها بـ»عملية يناير» فى وضوح ويقين بأنها كانت عملية استخباراتية استخدم فيها شباب مصر وفق سيناريو لم يعد خافيا لـ»الفوضى الخلاقة».
ما يصكه عمرو عبد السميع ويلقى رفضا رهيبا من جماعة «المنتفعين» من يناير، يؤرخه كحلقة من «لعبة الأمم»، يوم تكالبت الأمم علينا، تكالب الأكلة على قصعتها، ونحن كثرة، ولكن كغثاء السيل، فصرنا لقمة سائغة فى فم جماعة إرهابية كشفت عن وجهها القبيح، على طريقة «يا نحكمكم يا نقتلكم».
خطورة ما يكتبه عمرو عبدالسميع تواليا فى «الأهرام» تحت عنوان «مشاهد من يناير» ما يمكن أن نسميه «كشف المستور»، عن أدوار وشخصيات، لعبت فى الخفاء، خلف المجموع البشرى المحتشد فى الميدان، طالبا العيش والحرية والكرامة الإنسانية، وراء الأكمة ما وراءها.
كان الحشد بريئًا، ولكن فى الغرف المغلقة فى أقبية السفارات كان التخطيط محكمًا لتوريط الجيش المصرى فى مواجهة مع الشعب، وكان الألق الوطنى والخبرة الشعبية حاذقة وحاضرة يوم هتفت الجموع المحتشدة «الجيش والشعب إيد واحدة « لتقطع يدًا امتدت فى الإناء، كان فى الإناء أياد خبيثة.
مشاهد من يناير، ترسم أدوارًا، وتعرى أفكارًا، فى رواية حافلة بالتفاصيل الصغيرة، التى تخلف إحساسًا مريرًا بالخديعة التى سقط فى حبائلها الكثير، وتفضح مؤامرة حيكت بليل، وعمل عليها بعض من نخبة كانوا يختانون أنفسهم فى المضاجع الإخوانية، باعوا مصر بثمن بخس، ليشربوا بثمنها لبنا دافئا وهم ممددون أرجلهم على بسط مفروشة فى وجه المحصورين وطنيا.
لن أزيد عما يرويه الكاتب الكتوبة، الذى يصيغ أخطر المعلومات فى كلمات بسيطة، فتثير علامات استفهام، لم تجد إجابة شافية فى ظل غيبة « الرواية الرسمية « عن «عملية يناير» اتساقًا مع وصف عبدالسميع.
للاسف لا تزال الرواية الرسمية مدفونة فى صدور أصحابها، ربما تمنعهم القيود الرسمية من البوح، ولكن واجب مستوجب على كل من اتصل بفعاليات يناير أن يكتب شهادته الوافية، ليس حقًا مستحقًا للشعب، وأيضًا للتاريخ.