خبير نفسي يكشف التخوفات من انعكاسات برامج «اكتشاف المواهب» على الطفل

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

ظهرت في الآونة الأخيرة العديد من البرامج التي تهدف إلى اكتشاف المواهب وخاصة المواهب المرتبطة بمجال الموسيقى والغناء، وعلى الرغم مما تقدمه مثل هذه البرامج من فوائد إلا أنها تحمل في طياتها الكثير من التخوفات من الانعكاسات المحتملة على شخصية الطفل .

قال د.عاصم عبد المجيد حجازي مدرس علم النفس التربوي كلية الدراسات العليا للتربية جامعة القاهرة لـ «بوابة أخبار اليوم»، إنه بلا شك أن هذه البرامج تسهم إلى حد كبير في اكتشاف المواهب تمهيدا لتوجيهها وصقلها والعمل على تنميتها وتتيح قدرا كبيرا من الخبرة التي تضاف إلى شخصية الطفل لتصقلها وتسهم في بنائها.

وتابع: "إلا أنها لا تخلو من تخوفات مرتبطة بضغوط الشهرة التي يحصل عليها الطفل وهو لا زال في مرحلة البراءة وليست لديه القدرات أو الإمكانيات الشخصية التي تؤهله لمواجهة مثل هذه الضغوط والتكيف معها بحيث لا تعيقه عن القيام بمهامه الأكاديمية وممارسة حقوقه المشروعة كطفل في الترفيه واللعب والحياة كطفل وليس كرجل راشد".

وأضاف د. عاصم حجازي: "هناك تخوف آخر من استغلال مواهب الأطفال التي يتم اكتشافها تجاريا بأي وسيلة من الوسائل سواء من جهة البرنامج نفسه أو من جهة المنتجين، كما أن أجواء المنافسة الشديدة التي تفرضها طبيعة البرنامج قد تتسبب في إصابة الطفل بالقلق والتوتر والذي يمكن أن يتطور من قلق المنافسة الطبيعي إلى القلق المرضي".

وأكمل: "كما أن الإخفاق الذي يتعرض له الأطفال الذين لا يحصلون على نسب التصويت المرضية يمكن أن يترك آثارا بالغة الخطورة على شخصية الطفل تتمثل في فقدان الثقة بالنفس وانخفاض مفهوم الذات وربما الاكتئاب والتخلي عن الموهبة وتكوين اتجاهات سلبية نحوها ونحو المجتمع وربما أيضا الشعور بالاضطهاد والظلم وغير ذلك من المشاعر السلبية والتي تزداد خطورتها نظرا لحداثة سن الطفل".

وأوضح أن الطريقة المتبعة في اكتشاف المواهب لدى الأطفال في مثل هذه البرامج تتعارض مع فلسفة اكتشاف ورعاية الموهوبين حيث إن اكتشاف الموهبة الغرض منه العمل على تنميتها لدى الجميع وليس الغرض منه انتقاء أفضل العناصر ليتم تنمية وصقل مواهبهم وتجاهل باقي الموهوبين، والتخوف الأكثر خطورة هو عدم وجود آلية للتحكم في محتوى أو كلمات الأغاني التي يمكن أن يغنيها الطفل وهو ما يثير التخوفات المرتبطة بالجانب القيمي والذوق العام لا سيما وأن الأطفال ليست لديهم القدرة على الانتقاء.

وأشار إلى أنه بصفة عامة اكتشاف المواهب أمر جيد، ولكن ليس من الجيد أن يكون اكتشافها مرتبطا بمواقف المنافسة والاختيار فهناك الكثير من الأليات التي يمكن تبنيها لاكتشاف وتنمية المواهب وتكون ذات أثر طيب على شخصية الطفل ولا تحمل بين طياتها التخوفات التي ذكرت سابقا,