مجرد سؤال

إحسان عبد القدوس المفترى عليه

صفاء نوار
صفاء نوار

نحتفل هذه الأيام بالذكرى 102 لميلاد الكاتب المصرى إحسان عبد القدوس المفترى عليه، والذكرى ال 30 لوفاته.. ولا أريد أن احتفل بالوفاة لأنه مازال يعيش بيننا، سواء بتجربته الصحفية الرائدة بروز اليوسف، والدورالعظيم الذى لعبه فى تحديث المجلة التى وضعت لبناتها أقوى امرأة عربية فى المجتمع؛ السيدة فاطمة اليوسف.. على حد علمى لايوجد مجلة سميت باسم امرأة عربية وفنانة نجحت واستمرت إلا روزاليوسف، أما صاحب المناسبة فتجربته مازالت بها جوانب عديدة تحتاج إلى الدراسة والفهم.. فقد كان سابقا عصره فى أفكاره الصحفية وتجربته الأدبية، خاصة أنه لقى من الاتهامات والهجوم من مؤسسات دينية وصحفية الكثير واتهم أدبه بالانحياز للمرأه تارة، والميل للجنس تارة أخري، وأنه أدب نسائى تارة ثالثة، وقد لقيت أعماله سوء فهم وتشويه من قبل تيارات بعينها هدفها أن تبقى المرأة المصرية مدفونة..

فقد كانت أعمال إحسان عبد القدوس أعمالا سياسية فى المقام الأول حتى تلك التى قامت ببطولتها راقصة أو دون جوان أو مراهقة كما كانت وسيلة لهروب إحسان عبد القدوس من الرقابة..

وقد كان يقول الحكمة على لسان منى ونوال ونادية وسميحة ودرية وأمينه بطلات أعماله الرائعة التى تأثر بها وجداننا وعشنا قضاياهن وتعاطفنا معهن.. وكان احسان سببا فى صعود مجموعة من الفنانات لا أعتقد أنهم كانوا سيعيشون أدوارهن بهذه الروعة والإبداع لو لم يكن ادب إحسان بيننا فهل ينسى احد فاتن حمامة فى «إمبراطورية م» ولبنى عبد العزيز فى «أنا حرة» ونادية لطفى فى «النظارة السوداء» ونبيلة عبيد فى «الراقصة والطبال» وغيرهن من الفنانات اللاتى أبدعن فى تجسيد بطلات أدب إحسان عبد القدوس.


وما فعله إحسان بأدبه فى توصيل علاقة المرأة بالمجتمع ودورها المحورى فى العديد من قضاياه ومشاكله الاجتماعية والثقافية نحتاجه الآن لمعالجة نفس القضايا وخاصة علاقة الرجل بالمرأة التى كان يعالجها بكل الرقى والأدب وأسلوب بديع فأصبحنا نعالجها بطرق مكشوفة ومباشرة فأصبحنا نفتح المواقع الإلكترونية لنشاهد ونقرأ نفس القضايا ولكن بطرق مثيرة وفاضحة لجذب المراهقين وضعاف النفوس، ولو استوعبنا دور الكاتب الكبير ماوصلنا بمجتمعنا إلى ماصرنا فيه من عنف وتنمر ضد المرأة.