مشاغبات

ما بين التأمينات والصحة إحزن يا قلبى!

محيى الدين عبدالغفار
محيى الدين عبدالغفار

خالد مصطفى عبدالحكيم «ميت حمل ـ بلبيس ـ شرقية» شاب لم يبلغ سن الـ ٤٠.. عمل فى هيئة المواد النووية ثم فى عدد من شركات القطاع الخاص بالعاشر من رمضان.. توفى فجأة منتصف العام الماضي.. وترك أولاده وزوجته يواجهون ظروف الحياة.. ومنذ ذلك التاريخ ووالده وهو على المعاش يلف ويدور على مكاتب التأمينات فى العاشر من رمضان أول والقاهرة الجديدة فى محاولة لإنهاء صرف المعاش لزوجته وأولاده.. ولكن الروتين القاتل دائما ما يقف فى طريقه فى كل مرة.. هناك مستند ناقص.. واذا أتى به يجد الملف كله وقد ضاع وهكذا.. وفى كل مرة تعالى بكره ندور عليه.. فهل تستجيب وزيرة التضامن د. نيفين القباج من أجل سرعة صرف المعاش لأولاده وزوجته علما بأن رقمه التأمينى هو «٠٥9٦٣٣٨٩٦» ورقمه القومى هو «٢٨٠٠٩25٢١٠١٤٣١».

للأسف سيظل الروتين القاتل متغلغلا فى عقولنا وتفكيرنا فى كل وزارات الدولة.. وطظ فى الكمبيوتر ووسائل الاتصال الحديثة التى تملأ مخازن الوزارات، ولأننا نعيش فى زمن نفذ الأوامر وإلا ستطبق عليك اللائحة.. وبسبب تلك العقلية وقع حادث طبيبات المنيا والذى راح ضحيته أربع طبيبات فى عمر الزهور وإصابة عدد كبير.. وتركوا وراءهن الهم والحزن لأسرهن.. فبدلا من أن تذهب وزارة الصحة إلى المنيا لإعطائهن الدورة المطلوبة.. طلبت منهن قبل بدايتها بيومين فقط الحضور إلى القاهرة فى الثامنة صباحا لحضور الندوة.. ومن سيتخلف سيتم نقله الى مكان يعلم الله أين يقع؟.. وكان على الطبيبات الخضوع للأوامر والحضور إلى القاهرة.. فلم ينمن الليل لأنهم لم يجدن تذاكر فى القطار تناسب موعد بداية الدورة فاتفقن على ركوب ميكروباص قبل الفجر للوصول فى الموعد المحدد.. ولما كان الجو شتاء كثرت الشبورة ووقع الحادث ومات من مات وأصيب من أصيب وانخلعت قلوب الأسر لرحيل تلك الطبيبات وهن فى بداية حياتهن العملية وضاعت سنوات الحلم الأسري.. وهنا يجب محاسبة المسئولين فى الصحة وعن إقامة الدورة فى القاهرة بدلا من المنيا.. وعدم استخدام الكونفراس.. ولغة التهديد التى استخدمت فى الخطابات المرسلة للطبيبات اذا لم يحضرن الدورة. من يعوض أسر هؤلاء الطبيبات.. أعتقد أن مال الدنيا لا يكفى!