«أيادى نسائية» ترفع شعار «ليست حكراً على الرجال»

أسماء نجار بعابدين
أسماء نجار بعابدين

أسماء نجار بعابدين.. وأميرة مدربة بورشة خراطة.. ودنيا «أسطى ميكانيكى»


لم يهتممن بنظرات المجتمع ورفضن ترديد عبارة «للرجال فقط» واستطعن إبهار الجميع، بالعمل فى مهن يرى الكثير أنها حكر على الرجال فقط، فكسرت السيدات العادات والتقاليد واحتكار هذه المهن من قبل الرجال، وأصبحن قدوة للعديد من الفتيات فى السعى من أجل «لقمة العيش» ضاربات أروع مثال فى العزيمة والإرادة للعمل فى هذه المهن الشاقة.


«الأخبار» رصدت عددا من هذه النماذج النسائية اللاتى امتهنَّ هذه الأعمال من بينهن سيدة تدعى أسماء مجاهد 28 عامًا، ترتسم الضحكة على ملامحها، تعمل كنجار فى ورشة أخشاب بمنطقة عابدين، أحبت المهنة لدرجة جعلتها تقضى ساعات طويلة داخل الورشة، وتفرح عند الإشادة بعملها بـ «تسلم إيدك يا اسطى أسماء».


لا يقتصر عمل «الأسطى أسماء» على النجارة فقط، بل تعمل كمنجدة واستورجى. وتقول: «بدأت المهنة مع زوجى فى الورشة، وهو من عرفنى أسرارها عندما كنت أشاركه فى عمله لأخفف عنه أعباء يومه، حاولت كثيرا وفى كل مرة كنت ازداد ثقة واتقانا حتى قمت بتنجيد كنبة بمفردى، وحينها أصبحت ذراع زوجى اليمنى».


وتضيف: «تعد الورشة أحب الأماكن إلى قلبى وإذا أراد زوجى عقابى يمنعنى من نزولها، وأبدأ يومى من السابعة صباحا لأذهب بابنتى إلى المدرسة، ثم أذهب إلى السوق لشراء متطلبات بيتى، وفى تمام العاشرة أقوم بفتح الورشة وكنسها ورش المياه حولها».. وتوضح أنها تستخدم جميع الأدوات من منشار وشواكيش وصاروخ، وتعرضت للإصابة بجروح كثيرا وهذا ليس عيبا، وتتعامل مع هذه الأدوات على أنها «ألعاب»، وتشعر بفرحة شديدة عندما تمتلئ الأرض بالنشارة.


وتشير إلى أن من يحب مهنته لا يجد فيها صعوبة، فهى إرادة ومن لديه إرادة يفعل المستحيل.


واختتمت حديثها قائلة: أوجه رسالة لكل امرأة لا للاستسلام لمن يريد إحباطك، افعلى ما تحبينه، فحواء يمكنها أن تفعل المستحيل.


نموذج آخر يحتذى به صاحبته أميرة عصام، ٢٧ سنة، أول مدربة بمجال الخراطة بعد تخرجها من الجامعة العمالية، وحصلت على دورات تدريبية فى المجالات الصناعية بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا، ومنحة دراسية بمعهد الدراسات التقنية والمهنية، مما أهلها للانضمام بفريق عمل الأكاديمية، لتصبح أول فتاة تعمل مدربة بورشة للخراطة فى مصر».


وتقول: «استطعت خلال مشوارى المهنى أن أطور من مهاراتى وأنميها بحيث لا تقتصر على الخراطة التقليدية فقط، بل دخلت فى مجال التحكم العددى بالكمبيوتر للآلات، كما اكتسبت العديد من المهارات فى المجالات الصناعية الأخرى مثل اللحام بأنواعه».


وعن طموحاتها تحلم أميرة بامتلاك ورشة للخراطة، مجهزة بكافة الأجهزة التقنية الحديثة فى هذا المجال.


أما دنيا أشرف التى تخرجت فى كلية الهندسة قسم ميكانيكا السيارات فقال لها كل من حولها إنها مهنة الرجال، لكن دنيا أشرف كان لديها الإرادة لتخترق هذه المهنة لتصبح «اسطى» ميكانيكى بالإسكندرية. تقول دنيا: «بعد ترم كامل من دراستى بقسم هندسة ميكانيكا، لم أستطع فهم واستيعاب شيء عن المنهج، وبعدها عملت فى الورشة الفنية، وكنت الفتاة الوحيدة بين العديد من الشباب فى هذا القسم».. وتؤكد سعادتها بلقب «الأسطى» فهو شرف لها ويعطيها دفعة معنوية كبيرة وطاقة إيجابية للعمل أكثر وتطوير عملها.


وتضيف: بدأت أتعمق فى معرفة كل ما يخص ميكانيكا السيارات ومعرفة كل قطعة من قطع الغيار وإحلالها وتركيبها، ثم تدربت بمركز صيانة ملحق بتوكيل لماركة سيارة معروفة، ونظرا لتفوقى فى هذا المجال كانت تتم الاستعانة بى فى بعض المساعدات الخاصة بالأعمال الميكانيكية إلى أن طلبوا منى أن أعمل معهم مقابل مرتب شهرى.. وعن طموحاتها المستقبلية تقول: أتمنى أن أكون مثلا أعلى للشباب فى هذا المجال وخاصة الفتيات واستكمال دراستى فى ألمانيا وإنشاء أكبر مركز لصيانة السيارات ويكون العاملون فيه سيدات فقط.