إشتروا منى

مش قادر

هناء عبدالفتاح
هناء عبدالفتاح

بقلم/ هناء عبدالفتاح

أن تعيش فى وطنك آمناً مطمئناً لا تخشى على الأرض والعرض، أن ترهب عدوك وتضربه فى سويداء غروره وغطرسته وتلقنه درساً فى فرق الأحجام، وأن يغمرك شعور الفخر بقدرة رجال بلادك على حفظ وصون كرامتك، كلها تفاصيل فى مجملها تسمى « السيادة «، وللسيادة ثمن لو تعلمون عظيم، ثمن السيادة أوله تكلفة إعادة هيكلة تسليح الجيش واستقدام أحدث المعدات العسكرية والمروحيات والقطع البحرية، وهذا تم سحبه من الموازنة العامة للدولة، وثانيه ثمن آخر تم سحبه من حياه رجال أشداء، رجال مؤمنين بالوطن وبحتمية سيادته على خيراته وأرضه ومدركين لمعنى العيش بعزة وكرامة، رجال هجروا بيوتهم وانعزلوا عن الأهل والأبناء وواصلوا الليل بالنهار فى أشق التدريبات وأصعبها، وعاشوا على مدار الأسابيع الكثيرة الماضية حالة الطوارئ القصوى حتى خرجوا علينا بـ « قادر« التى جعلت العدو على يقين تام أنه قولاً واحداً « مش قادر«،_ ولن يكون _ بفضل الله أولا وبفضلهم ثانياً.دور هؤلاء الرجال عظيم وكبير، ثمنوه، لأنهم فعلاً ذاقوا الشقاء الحقيقى حتى أقنعوا العدو أنه مش قادر، جدير بالذكر أن المناورة قادر التى انطلقت من قاعدة برنيس العسكرية ليست فقط مجرد رسالة موجهة للعدو الذى يرقب كل شيء من بعيد، وإنما هى أيضا رسالة موجهة للداخل، لطمأنة الشعب الذى تابع بتوتر تصريحات أردوغان وخطواته نحو غاز البحر المتوسط فالتفت ينظر لقواته المسلحة فوجدها على أتم استعداد وعلى أفضل درجة جاهزية، ورسالة لكل من أفتى فى تأويل ما لم يحط به خبراً، ولكل من انتقد، ولكل من تهكم، ولكل من تفلسف، ولكل من تفذلك، ولكل من لا يستحى، لعلهم جميعاً يستحون ويفهمون.


الآن تتجلى حكمة وصدق المقولة اللاتينية « إذا أردت السلام فكن مستعداً للحرب « وقد سبقتها وصية الله سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم « وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم «، الآن تتجلى أهمية فكرة أن تعد وتستعد وتعلن عن حجم جاهزيتك وتستعرضه، الاستعداد قذيفة رهبة تُلقى فى قلب العدو فتجبره على إعادة الحسابات والتفكير ألف مرة قبل الاقتراب، هو شحن معنوى لأرواح أصحاب الحق وتراجع معنوى لأرواح عدماء الشرف والضمير، مصر استعدت وأعلنت استعدادها بالمناروة العظيمة « قادر « فوصلت الرسالة عامة للجميع وخاصة للعثمانى الذى أدرك الآن كونه « مش قادر « وأنه لن يستطيع بأى حال الاستمرار فى لهجة الغرور والغطرسة التى بدأ بها مدفوعاً بطمعه فى غاز المتوسط وبرغبته فى إعادة إحياء نشاط الميليشيات الإرهابية فى المنطقة، الأمر الواقع الآن هو أن مصر قادرة وعدوها مش قادر.. يارب دايما.