مؤتمر برلين.. فرصة جديدة لإنهاء النزاع في ليبيا

علم ليبيا في برلين
علم ليبيا في برلين

بدأت الأنظار السياسية في العالم بشكلٍ عامٍ ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بشكلٍ خاصٍ تتجه نحو العاصمة الألمانية برلين، حيث تجتمع الأطراف السياسية المتناحرة في ليبيا، في مؤتمر تُسلط عليه الأضواء، اليوم الأحد 19 يناير.

 

وتعول ألمانيا كثيرًا على هذا المؤتمر في إيجاد مخرجٍ للأزمة الليبية، ووضع حدٍ للصراع المستنقع في الأراضي الليبية، والذي لم يعرف خلاصًا منذ سقوط نظام الزعيم الراحل معمر القذافي في أغسطس عام 2011.

 

وتنوي ألمانيا والأمم المتحدة لإقناع طرفي الصراع في ليبيا وداعميهما الأجانب للاتفاق على هدنة وآلية للمراقبة كخطوة أولى على طريق السلام.

 

ويشارك في أعمال المؤتمر الدول الخمس صاحبة العضوية الدائمة في مجلس الأمن الدولي (الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين)، إضافةً إلى تركيا وإيطاليا، الداعمتين لحكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج، ومصر والإمارات، الداعمتين للجيش الوطني الليبي، بقيادة خليفة حفتر.

 

كما يتواجد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الذي وُجهت له الدعوة في اللحظات الأخيرة، وكذلك ديني ساسو نجيسو، رئيس جمهورية الكونغو برازفيل، المكلف من قبل الاتحاد الأفريقي برئاسة لجنة رفيعة تعنى بالأزمة الليبية.

 

وسيحضر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أعمال المؤتمر، وقد سافر خصيصًا أمس السبت إلى برلين للمشاركة في أعمال المؤتمر المرتقب.

 

مؤتمر الفرصة الأخيرة

ويعتبر السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، أن مؤتمر برلين، المقرر انطلاقه غدًا الأحد 19 يناير، في العاصمة الألمانية هو مؤتمر الفرصة الأخيرة للمجتمع الدولي، ولأطراف النزاع في ليبيا.

 

وقد ذكر هريدي، في تصريحاتٍ خاصةٍ لـ"بوابة أخبار اليوم"، أنه إذا لم ينجح المؤتمر فإن الأمور في ليبيا مرشحة لمزيدٍ من التدهور، مضيفًا أن ليبيا ستكون مصدرًا للقلق والتوتر وعدم الاستقرار في المنطقة.

 

ويرى الدبلوماسي المصري أن الهدف من مؤتمر برلين تجاوز مسألة التعويل على قائدٍ ما أو حكومةٍ ما في ليبيا، وأصبح الهدف هو نوعٍ من قوة الدفع الدولية لتنفيذ خطة الأمم المتحدة بشأن ليبيا.

وأشار مساعد وزير الخارجية الأسبق إلى تصريحات المبعوث الأممي لدى ليبيا، غسان سلامة، والتي تحدث خلالها عن ضرورة توقف التدخلات الأجنبية في ليبيا، ليعود هريدي ويؤكد ضرورة توقف هذه التدخلات سواء كانت بصورةٍ مباشرةٍ مثل ما تفعله تركيا أو بطريقةٍ غير مباشرةٍ.

 

التغلب على الأطماع التركية

وبدوره يقول جمال بيومي، سفير مصر السابق لدى الاتحاد الأوروبي، إن لدى مؤتمر برلين كل المقومات التي قد تسهم في إنجاح المؤتمر، المنعقد خصيصًا لمناقشة الأزمة الليبية ومحاولة التوصل لحلٍ لها.

 

لكن بيومي استطرد قائلًا "ومع ذلك، هناك بعض العناصر التي لها أطماع في ليبيا وبترول ليبيا.. أقصد تركيا على وجه التحديد".

 

وأشار السفير السابق لدى بروكسل، في تصريحاتٍ خاصةٍ لـ"بوابة أخبار اليوم"، إلى أن حلف شمال الأطلسي "الناتو" ربما يلعب دورًا في كسر العناد التركي، قائلًا "إذا نجح الناتو في إقناع تركيا، وهي عضو في الحلف، بأن بإمكانها تحقيق مصالح لها مع الناتو أفضل من البحث عن مصادر الآخرين (ليبيا) سيكون هذا في صالح نجاح المؤتمر".

 

وأردف بيومي قائلًا "ويبقى الشأن الليبي الداخلي ومدى قدرة إقناع طرفي النزاع (حكومة الوفاق والجيش الوطني الليبي) والبرلمان بأن يبتعدوا عن أي أطماعٍ وأن يتفقوا على بناء كيان الدولة الليبية".

 

تأثير تصريحات أردوغان ضد حفتر

وشنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هجومًا على خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي، الأسبوع الماضي، واصفًا إياه بـ"الانقلابي"، حسب قوله، وذلك خلال مؤتمر موسكو حول الأزمة الليبية.

وحول مدى تأثير ذلك على أجواء مؤتمر برلين، تحدث بيومي عن أن تصريحات أردوغان ضد حفتر بالطبع ستعكر من صفو المباحثات، لكن في الوقت ذاته، أشار إلى أن الأمل موجود في تجاوز ذلك، في ظل تواجد أطراف أقوى من تركيا خلال القمة قادرة على التغلب على ادعاءات أردوغان بحق حفتر.

 

وكانت مباحثات قد جرت في موسكو الأسبوع المنصرم بين طرفي النزاع في ليبيا، بيد أنه أُسدل الستار عليه من دون التوصل لأي تسويةٍ سياسيةٍ بين الجانبين.

 

وجرى في وقتٍ سابقٍ من شهر يناير الجاري التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في ليبيا، وهي الهدنة التي يُرجى أن يتم تثبيتها خلال مؤتمر برلين.