«تعديل الدستور».. هل يكون بوابة استمرار بوتين في حكم روسيا لما بعد 2024؟

فلاديمير بوتين
فلاديمير بوتين

شرعت روسيا في النظر في مشروع تعديلاتٍ دستوريةٍ دعا لها الرئيس فلاديمير بوتين، والتي تهدف إلى منح رئيس الوزراء صلاحيات حكم جديدة يًنص عليها دستوريًا، في ثاني تعديلاتٍ دستوريةٍ جهوريةٍ تُجرى في حقبة بوتين في روسيا، الممتدة منذ عام 2000، تخللها أربع سنواتٍ شغل خللها منصب رئيس الوزراء.

 

خطوة فتحت الباب للحديث عن مآرب الرئيس الروسي من الخطوة، في وقتٍ يرى الكثيرون أن هذه التعديلات ستمهد الطريق لبقاء بوتين في دوائر السلطة في روسيا لأطول فترة ممكنة.

 

 وتنتهي ولاية بوتين الرئاسية الرابعة في عام 2024، وذلك بعد أن أُعيد انتخابه رئيسًا للبلاد في مارس عام 2018، حينما حقق انتصارًا سهلًا على باقي منافسيه.

 

ولن يكون بوسع بوتين الترشح لولايةٍ خامسةٍ وثالثةٍ على التوالي في انتخابات الرئاسة، التي ستُجرى عام 2024، وذلك بنص الدستور الروسي الذي يضع قيودًا على بقاء الرئيس في منصبه لأكثر من ولايتين متتاليتين.

 

وبإمكان بوتين معاودة الترشح مرةً أخرى في انتخابات عام 2030، لكن ربما عامل السن يقف عائفًا، حين سيكون الرئيس الروسي قد طعن في عامه الثامن والسبعين.

 

تعديل مقترح

والتعديلات التي دعا لها بوتين وينوي إدخالها، تهدف إلى منح رئيس الوزراء، الذي سيكون منتخبًا من قبل مجلس الاتحاد الروسي "الدوما" (البرلمان) صلاحيات في حكم البلاد.

 

ومع طرح هذه التعديلات قدم ديمتري ميدفيديف، رئيس الوزراء، استقالته من منصبه يوم الأربعاء الماضي، وعينه بوتين في اليوم التالي نائبًا لرئيس مجلس الأمن الروسي، الذي يترأسه بوتين.

 

وتم تعيين ميخائيل ميشوستين، رئيس مصلحة الضرائب الروسية، رئيسًا جديدًا للوزراء خلفًا لمدفيديف. ووافق البرلمان الروسي على تعيين ميشوستين رئيسًا للحكومة.

 

ويرى محللون أن بوتين (67 عامًا) على الأرجح ينوي رئاسة الحكومة الروسية فور انتهاء ولايته الرئاسية، مع منح هذا المنصب صلاحيات حكمٍ يتم انتقاصها من منصب الرئيس.

 

لكن ومع ذلك، أكد بوتين أن روسيا ستظل دولة ذات حكمٍ رئاسيٍ، حتى مع إقرار هذه التعديلات الدستورية.

 

حقبة بوتين

وتولى بوتين رئاسة روسيا بدءًا من عام 2000 خلفًا للرئيس بوريس يلتسن، أول رئيس للجمهورية الروسية بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، وشغل الرئاسة لولايتين حتى عام 2008.

 

وحالت قيود المدد الرئاسية دون ترشحه لولايةٍ ثالثةٍ على التوالي في 2008، ليترشح وقتها ديمتري ميدفيديف، نائب رئيس الوزراء آنذاك، للرئاسة، ويشغل منصب الرئيس بين عامي 2008 و2012.

 

وخلال هذه الفترة شغل بوتين منصب رئيس الوزراء، وجرى وقتها إقرار تعديلٍ دستوريٍ بإطالة أمد المدة الرئاسية إلى ست سنوات بدلًا من أربع سنوات فقط.

 

وخلال انتخابات 2012، جرى تبادل الأدوار مرةً أخرى بين بوتين ومدفيديف، حين ترشح بوتين للرئاسة، وأصبح بعدها مدفيديف رئيسًا للوزراء، وظل في منصبه حتى استقالته يوم الأربعاء الماضي.

 

ويبدو أن بوتين يسعى لأن يحاكي تبادل الأدوار ومواقع السلطة مرة أخرى ليصبح رئيسًا للوزراء، ولكن هذه المرة بصلاحيات حكمٍ منصوص عليها دستوريًا.