خواطر

محليات.. الوادى الجديد تخطط لهـدم محطـة البحـوث الزراعية؟!

جلال دويدار
جلال دويدار

فى الوقت الذى تعمل فيه الدولة على تعمير المناطق النائية وتعظيم جهود استثمار ما تملكه من إمكانات وصولا إلى هذا الهدف.. نجد من جانب آخر أجهزة حكومية تسعى لتعطيل هذه المسيرة من خلال القرارات العشوائية المريبة.
 اتصالا بهذا الشأن وصلتنى استغاثة من محافظة الوادى الجديد بمساحتها الهائلة التى من بينها مئات الآلاف من الأفدنة التى يجرى استصلاحها للزراعة. إنها تتعرض لعدوانية هذه القرارات مما يهدد مسيرتها التنموية المبشرة.
 واحد من هذه القرارات استهدف هدم المحطة الإقليمية للبحوث الزراعية التى تخدم المشروعات الزراعية القومية. يشمل ذلك المشروع القومى لزراعة المليون والنصف مليون فدان. الاستغاثة مما يواجه هذه المحطة تجسدت فى تقرير من مدير المحطة وخطاب بنفس المضمون من العاملين من باحثين ومهندسين زراعيين وعمال. إنها تقول إن هذه المحطة أقيمت منذ عام ١٩٨٥ لخدمة المشروعات فى كل المجالات الزراعية بالمنطقة وبالتالى الدولة وآلاف الزراع. إنها تضم أيضا مركز الأبحاث.. والمزرعة المخصصة لإجراء التجارب بشأن التطبيقات التى تستهدف الاستفادة من التطورات العلمية الزراعية.
 القرار التعسفى الذى تتبناه القيادة المحلية بالمحافظة يستهدف نقل المحطة من كردون المدينة حيث يتوافر تواصلها مع المستفيدين من خدماتها والاستقرار للعاملين بها. المحطة مساحتها ٨٩ فدانا تشمل المزرعة ومساكن العاملين والمنشآت الخدمية.
 إن أهمية هذه المحطة تتمثل فيما حققته الخدمات التى تقدمها من نتائج. هذه الخدمات أدت إلى ارتفاع المساحة الزراعية من ٣٥ ألف فدان إلى ٤٠٠ ألف فدان، بالإضافة إلى زراعة ما يقرب من ٥ ملايين نخلة مثمرة يتم تصدير معظم إنتاجها. القرار العشوائى لعملية النقل يجرى تبريره بالرغبة فى استخدام أرض المحطة لاقامة بعض الأبنية.
يحدث هذا رغم مساحات الأراضى الشاسعة المتوافرة التى يمكن استخدامها لهذا الغرض. الاصرار على هدم المحطة يعنى اهدار المال العام الذى يتطلبه اعادة بنائها وتجهيزها من جديد. يضاف الى ذلك الوقت الذى ستضيع حتى يتم ذلك وانعكاس ذلك على خدماتها.
 إن إنقاذ هذه المنشأة البحثية الزراعية يتطلب التحرك من جانب رئيس الوزراء د.مصطفى مدبولى ومن جانب كل المسئولين المهتمين بالتنمية المستدامة بشكل عام والتنمية الزراعية بشكل خاص. كم أرجو أن يأتى هذا التحرك بالسرعة اللازمة وقبل أن يتم تنفيذ الجريمة وتتحول إلى أمر واقع.

 

 

 

 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي