أخر الأخبار

بدون تردد

ليبيا.. ومؤتمر برلين!

محمد بركات
محمد بركات

من الصعب الجزم بنجاح أو فشل القمة التى تبدأ اليوم أعمالها فى العاصمة الألمانية «برلين»، بحضور إحدى عشرة «١١» دولة بينها مصر، وأمريكا وروسيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا والصين والإمارات والجزائر وتركيا والكونغو، وبمشاركة ورعاية الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقى والاتحاد الأوروبى والجامعة العربية،..، وبالطبع بحضور طرفى النزاع الأساسى، «خليفة حفتر» القائد العام للجيش الوطنى الليبى، و«فايز السراج» رئيس ما يسمى بحكومة الوفاق.
وصعوبة التحديد أو الجزم بالنجاح أو الفشل للمؤتمر رغم أهميته البالغة، تعود أساساً إلى القدر الكبير من التعقيد الذى طرأ على الأوضاع فى الساحة الليبية، نتيجة تغاضى المجتمع الدولى والقوى العظمى فيه بالذات، عن المخالفات الجسيمة للشرعية الدولية والخرق الواضح والفج للقانون الدولى، الذى قامت وتقوم به تركيا فى ليبيا.
والتحدى المباشر والمعلن من جانب تركيا للقانون وللشرعية الدولية، ومخالفتها لقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن بخصوص الأزمة الليبية، واضحان ومستمران تحت أعين ومراقبة القوى العظمى، دون رادع ودون محاولة جادة وفاعلة لوقفها أو التدخل لمنعها.
وقد تمثل ذلك فى الاتفاق المستنكر وغير الشرعى بين تركيا وحكومة السراج، وقيام تركيا بنقل أفواج الميليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية من «إدلب السورية» إلى طرابلس، وأيضا نقلها للأسلحة والمعدات والعسكريين الأتراك لمساندة السراج وحكومته، وتأجيج الصراع والاعتداء على الشعب الليبى وتهديد سيادته على أرضه واحتلال دولته والاستيلاء على مقدراته.
وفى ظل ذلك الموقف المتراخى بل والباعث على الريبة من القوى الدولية العظمى تجاه تركيا، أصبح من الصعب توقع نجاح المؤتمر فى التوصل لحل سياسى عادل ودائم للأزمة الليبية، يحقق الاستقرار والأمن والسلام هناك، ويحافظ فى ذات الوقت على وحدة وسيادة الدولة الليبية.
والسؤال الذى يطرح نفسه الآن على الجميع، هو.. هل تغير القوى الدولية موقفها، وتتخذ إجراءات فعالة لوقف الممارسات التركية العدوانية والمخالفة للشرعية الدولية.. أم لا؟!
«وللحديث بقية»

 

 

 

 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي