الداعية أسامة قابيل: الشرطة المصرية تاريخ مشرف

الداعية أسامة قابيل
الداعية أسامة قابيل

قال الداعية الدكتور أسامة قابيل، من شباب علماء الأزهر الشريف، إن الله أنعم على مصر بنعمة الأمن والأمان والاستقرار، بحكمة قائد رشيد، ورجال أجهزة أمنية قوية ومخلصة لوطنها.


وأضاف خلال تصريحه لـ«بوابة أخبار اليوم» بمناسبة عيد الشرطة، أن مصر من البلاد التي ذكرت في القرآن الكريم ووصى بأهلها وجندها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن نعم الله عزَّ وجلَّ علينا وعلى بلادنا كثيرة، وآلاؤه لا تعدُّ ولا تُحصَى؛ فقال تعالى: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا } [إبراهيم: 34].


وتابع: «هنالك نعمة لا يستطيع فردٌ أو أسرةٌ، أو بلد أو أمَّة أن تعيشَ بدونها، نعمةٌ لا يهنأ العيش بدونها، وهي نعمةٌ الأمن والأمان».
وأشار إلى أن مِن أعظم نِعَمِ الله عزَّ وجلَّ على بني الإنسان - بعد نعمة الدِّين والإسلام - نعمة الأمن والأمان والاستقرار، وأن حاجة الإنسان للأمن والاطمئنان كحاجته إلى الطعام والشراب والعافية للأبدان، قائلا: «كيف لا وقد جاء الأمنُ في القرآن والسنة مَقرُونًا بالطعام الذي لا حياة للإنسان ولا بقاء له بدونه؟! وقد امتنَّ الله به على عباده، وأمرهم أنْ يَشكُروا هذه النِّعَم بإخلاص العبادة له»؛ فقال تعالى: {فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ } [قريش: 3 - 4].
ووجه رسالة إلى رجال الشرطة في عيدهم، قائلا: « تحية إجلال وتقدير لقادة ورجال وأفراد وجنود الشرطة البواسل في عيدهم وما أجمل أن نتحدث عن الأمن ونحن نحتفل بذكرى عيدهم، فالشرطة المصرية صاحبة التاريخ الأمني المشرف على مدى سنوات طوال، فعيد الشرطة يعد تخليدًا لذكري موقعة الإسماعيلية عام 1952م، التي راح ضحيتها خمسون شهيدا وثمانون جريحًا من رجال الشرطة المصرية على يد الاحتلال الإنجليزي في 25 يناير عام 1952، بعد أن رفض رجال الشرطة تسليم سلاحهم وإخلاء مبنى المحافظة للاحتلال الإنجليزي».
واستكمل: «منذ ذلك العهد ورجال الأمن والشرطة يدافعون عن وطنهم، وتشكلت تلك المبادئ العظيمة لديهم، وكانت نابعة من فيض ومبادئ وأسس ديننا الإسلامي الحنيف».
ووجه رسالة إلى رجال الشرطة، قائلا إنها رسالة حب وتحفيز من نبينا المصطفى صلوات ربي وتسليماته عليه إليكم في ذكرى عيدهم، فنقول لهم: «نبيكم الكريم يشد على أيديكم ويربط على قلوبكم في دفاعكم عنا وعن أوطانكم ويعدكم بخير منزلة ومكانة من الله سبحانه، فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «عَيْنَانِ لَا تَمَسُّهُمَا النَّارُ: عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ الله، وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبِيلِ الله» رواه الترمذي وحسنه.
وأكد أنه إذا عم الأمن البلاد، وألقى بظله على الناس، أَمِنَ الناس على دينهم، وأَمِنَ الناس على أنفسهم، وأَمِنَ الناس على عقولهم، وأمِنُوا على أموالهم وأعراضهم ومحارمهم، ولو كتَب الله الأمن على أهل بلد من البلاد، سارَ الناس ليلاً ونهارًا لا يخشَوْن إلا الله، وفي رِحاب الأمن وظلِّه تعمُّ الطمأنينة النُّفوس، ويسودُها الهُدُوء، وتعمُّها السعادة؛ حيث قال صلَّى الله عليه وسلَّم: «مَن أصبح آمنًا في سِرْبِه، مُعافًى في جسده، عنده قوتُ يومه - فكأنما حِيزَتْ له الدُّنيا بحذَافِيرها».
وأضاف أن مَن يُحِبُّ الوَطَنَ حَقِيقَةً، وَيُرِيدُ لَه الخَيرَ وَالنَّمَاءَ، والأَمْنَ والأمانَ فَلا تَرَاهُ إِلَا مُطِيعًا لِرَبِّهِ، مُتَّبِعًا لِرَسُولِهِ، حَرِيصًا عَلَى أَمنِهِ، مُطِيعًا لِوُلاةِ أَمرِهِ، نَاصِحًا لِقَادَتِهِ، عَامِلًا بما يُسَنُّ مِن أَنظِمَةٍ وتَعْلِيمَاتٍ، لا يُحدِثُ بَلبَلَةً وَلا يَبعَثُ فَوضَى، وَلا يُفسِدُ صَالِحًا، وَلا يُخَرِّبُ عَامِراً مُقَدِّرًا لما يُبذَلُ لِلبِنَاءِ وَالتَّقَدُّمِ والحضارة والعمران وتحقيق للاستخلاف في الأرض، فقائلا: «نحنُ مُجتَمَعٌ كَسَفِينَةٍ واحدَةٍ، إذا نجونا ونجحنا نجونا ونجحنا جميعا فَلْنَلزَمِ الشُّكرَ بالقول والعمل؛ فَإِنَّهُ قَيدٌ للنِّعمِ، وَسَبَبٌ لازدِيَادِهَا».


وأكد «لا شك أن لرجال الأمن البواسل دور عظيم لا ينكره أحد ففي ظل وجودهم تحفظ النفوس، وتصان الأعراض والأموال، وتؤمن السبل، وتقام الحدود، ويسود العمران، وتنمو الثروات، وتتوافر الخيرات، ويكثر الحرث والنسل، وإننا إذ نقول لكم بأن رسالتكم سامية ودوركم عظيم يتساوى مع عظمة ما تقدمون من غالي ونفيس لتراب هذا الوطن الغالي، نسأل الله تعالى أن يحفظ لكم أرواحكم وأنفسكم وأموالكم ويوفقكم إلى صون كرامة الوطن والذود عنه». 


وفي نهاية رسالته قال: «كل عام ورجال الشرطة الأوفياء بكل خير وازدهار وحفظ ورعاية من الله، حفظ الله لمصر أمنها وجيشها وشرطتها وشعبها وعزها ومجدها وأزهرها وجميع مؤسساتها يارب العالمين».