محلل سياسي: إيران تدير المشهد العراقي وتتحكم فيه

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

قال الكاتب والمحلل السياسي «إسلام عوض»، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي نجح في إحباط مخطط نشر الطائفية في الوطن العربي، لإذكاء الصراع المذهبي المدمر، مؤكدًا أن تكريس النهج الطائفي كان يعد هدفًا أساسيًا لسياسات الغرب وأمريكا خاصة في العراق وسوريا.

وأشار «عوض»، خلال لقائه ببرنامج «المشهد» المذاع على قناة «النيل للأخبار» الفضائية، في هذا الصدد إلى محاولات الصهيونية العالمية ومن ورائها الغرب تقوية نظام أردوغان في تركيا، باعتباره ممثلآ للسنية، والتغافل عن ممارسات إيران بهدف تكريس نفوذها في المنطقة العربية، باعتبارها أكبر دولة شيعية، بهدف التأسيس لحرب سنية شيعية ممتدة يكون ممثلوا الإسلام السياسي سلاحها الرئيسي، خاصة بعد تولي الإخوان الحكم في مصر.

وأضاف «عوض»، أن الرئيس السيسي هو من أوقف المخطط الطائفي، ليس في العالم العربي فقط ولكن في أفريقيا أيضا، مؤكدًا أنه أنقذ ثروات أفريقيا من الاستغلال الاستعماري، بعد أن نجح في إقناع القوى الدولية بتغيير إستراتيجيتها مع المنطقة العربية وأفريقيا، وتحويل الاستغلال إلى تعاون، حتى تكون فائدته أقوى وأكثر فاعلية .

وأكد «عوض»، أن من يدير المشهد العراقي ويتحكم فيه هو إيران التي كشرت عن أنيابها للجانب الأمريكي، بعد اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي بالعراق أبو مهدي المهندس، على اعتبار أن أمريكا خرقت قواعد الاشتباك المتفق عليها.

وأشار إلى أن الشارع العراقى تأكد بما لا يدع مجالًا للشك من أن إيران تتحكم في إرادته، بعد أن سقطت إدعاءاتها بأنها حامية للشيعة بالعراق، وثبت أنها تريد تدمير العراق، من خلال جعله أرضًا للحرب بالوكالة، خاصة في صراعها مع الجانب الأمريكي.

وأوضح أن إيران تسعى دائما لدمار العراق، بسبب العداء التاريخي بين البلدين والقوميتين، من خلال تغذية الحقد الطائفي، بهدف تعزيز الصراعات بين الجميع، مشيرًا إلى أن أمريكا ليست بعيدة عن هذا النهج الذي يسعى بالأساس إلى إبقاء المنطقة فوق صفيح ساخن، حتى تسهل السيطرة على مقدراتها والاستيلاء على ثرواتها خاصة ثروة النفط العراقى التى تقدر ١٢% من احتياطى النفط بالعالم.

وأكد أن إيران تساعد أمريكا من أجل مصالحها، فهما شريكان في تدمير العراق، والوصول به إلى تلك الحالة من الصراع الدموي الممتد، مشيرًا إلى أن إدعاءات أمريكا بنشر الديمقراطية في العراق هي مزاعم باطلة، أدت إلى خراب الطبقة السياسية، التي تدير البلاد بإمرة إيران وسيطرة أمريكا، دون تحقيق أي تطور على أي مستوى سواء سياسيآ أو اقتصاديًا أو حتى أمنيًا أوعسكريًا. 

وقال إن ثورة العراقيين تهدف إلى الفكاك من السيطرة الخارجية، وإبعاد نفوذ القوى الأجنبية سواء كانت إيران أو أمريكا، فشباب العراق يريد إنقاذ دولته من براثن تلك السيطرة. 

ونوه إلى أن من ثار هم شباب الشيعة ضد الدولة التي تزعم حماية الشيعة، لأنهم يريدون إعادة تشكيل الدولة العراقية على أسس صحيحة، وهو ما لا يرضي أمريكا أو إيران، لذلك تدور المحاولات لإحباط هذا الحراك من الجانبين، لأن وجود دولة عراقية قوية لن يكون في مصلحة الجانبين الأمريكي أو الإيراني. 
ودعا العراقيين والعرب جميعا إلى الانتباه للمخططات الأمريكية التي باتت ظاهرة للعيان، وهي السيطرة على ثروات العالم العربي بعد إضعافه، تحت عنوان نشر الديمقراطية، مشيرًا في هذا الصدد إلى الأكذوبة الكبيرة التي روجت لها أمريكا، وهي تدمير الأسلحة النووية المزعومة التي يمتلكها العراق، وإسقاط نظام صدام حسين الديكتاتوري، بينما كان الهدف الحقيقي هو إسقاط الدولة العراقية.