قصص وعبر| بائعة الشاي.. وأزواجها السبعة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

اقتبست من الأفعى سمها، ومن النمر شراسته ومن البحر عمقه، ومن الثعلب مكره، تحرق مدينة بأكملها كي تشعل سيجارة، أنها بائعة الشاي التي تزوجت عرفيا من سبع رجال، حيث أنهت حياة زوجها الأخير  نهاية مأساوية بمساعدة زوجها الأول ورسمت خطتها بمداد قاتم، وعقل هائم.

هداها شيطانها إلى حيله تتكسب منها قوت يومها، وهي" الزواج المصلحة" يكون خاليا من الحب والألفة مبنيا على الاستغلال والوصول لشيء معين، وما إن وقعت عيناها على أحد الرجال تنهي علاقتها بمن تزوجته، وتنسج خيوطها حوله وتوقعه في براثنها، وسرعان ما يتوقف قطار الحياة الزوجية بعد ما تحصل على كل ما ترغب به و تخطط له.

وفي آخر زيجة لها نشبت المشاكل بينها وبين زوجها السابع والذي أهدر كرامتها، وشعرت بالندم، والحسرة،  وجفف الشر كل ينابيع الحب والإنسانية بداخلها، لم يكحل النوم جفنيها تكتم بداخلها غيظا وحقدا شديدين، وقررت الانتقام.

أمسكت هاتفها المحمول تشكو لزوجها الأول ، وأخبرته بان زوجها السابع يسيء لسمعة ابنته الشابة ولسمعتها أيضا، ويتهمهما في شرفهما، لم تراود الزوج الأول نفسه ولو لبرهة وانفجر الدم في عروقه ساخنا مجنونا، لكنها رسمت خطتها بإحكام  شديد حيث قامت بالاتصال بزوجها السابع في محاولة للصلح بينهما و لتهدئة الأمور، والذي لم يكن يعلم بأن نهايته قد اقتربت وبصوت يتدفق بنغمات يشوبها حب وشوق إليه دعته لمقابلتها على ضفاف النيل ليلا وسط الظلام، وقبل أن تذهب إليه توجهت إلى إحدى الصيدليات و قامت بشراء سرنجة وأخفتها بين طيات ملابسها بينما وقف الزوج الأول وصديقه يراقبان الموقف عن كثب.

ما أن حضر زوجها السابع استقبلته استقبال الفاتحين وفجاه وبدون مقدمات انقضوا عليه، وقام  الزوج الأول بخنقه بكوفية بعد أن شل حركته، بينما طعنه الصديق بمطواة وسدد له الضربات المتتالية حتى فقد وعيه، وانفجرت الدماء من أماكن متفرقة بجسده، لم تكتفي زوجه السبع رجال بذلك بل قامت بحقنه بالسرنجة فارغة " حقنه هواء" وما أن تأكدوا من وفاته ألقوا بجثته في النيل وفروا هاربين.

على الفور اصدر اللواء علاء سليم مساعد أول الوزير لقطاع الأمن العام تعليماته لرجال المباحث لكشف غموض الجريمة، بعد ما عثر أهالي منشيه القناطر على جثه الزوج طافية فوق سطح النيل.

انتقلت قوه أمنية تحت قياده العقيد طه فوده رئيس مباحث أكتوبر، والمقدم سامح بدوي رئيس مباحث مركز إمبابة،  وتبين وجود آثار خنق بالرقبة،  وطعنات بأماكن متفرقة من الجسد، وكدمة بالأنف، وفي خلال 48 ساعة توصل رجال المباحث أن الجثة لسائق في نهاية العقد الرابع، وبعمل التحريات المكثفة تبين بأنه كان متزوجا من بائعه الشاي و منفصل عنها و رصدتهم كاميرات المراقبة يسير برفقتها ورجلين آخرين منذ شهرين.

تمكن رجال المباحث من القبض عليهم واعترفت بجريمتها وذكرت في أقولها بأنها أرادت الانتقام منه لقيامه بالإساءة  لسمعتها وسمعة ابن زوجها الأول وفضح علاقتهما المشبوهة بصديق زوجها الأول، والذي قام بطعنه بالمطواة، وإنها حقنته بالسرنجة فارغة لتتأكد من وفاته بعد ما أوسعه زوجها الأول وصديقه ضربا مبرحا.

أجرت النيابة معاينة تصويرية للواقعة وأصدرت قرارها بحبس  بائعة الشاي، وزوجها الأول، وعشيقها ٤ أيام على ذمة التحقيقات وصرحت بدفن جثه المجني عليه زوجها السابع بعد العرض على الطب الشرعي.