كلمة

غسيل الإرهاب

عيسى مرشد
عيسى مرشد

ابتدع النازى إردوغان أسلوبا جديدا فى التعامل بين الدول وهو أسلوب مماثل لتعامل المرتزقة والميليشيات والتنظيمات الإرهابية مع بعضهم البعض وكان ذلك واضحا فى النهج الذى صار عليه فى التعامل مع الدولة الليبية فقد ضرب بكل القوانين والقرارات والأعراف الدولية عرض الحائط بل تجاهل كافة المؤسسات الوطنية الليبية وعلى راسها مجلس النواب الليبى والجيش العربى الليبى وعقد اتفاقا مشبوها مع عميله فايز السراج يتم بمقتضاه تسليم الدولة الليبية للنازى إردوغان والميليشيات والتنظيمات الإرهابية الموالية له والتى تأمر بأمره.
ولما كان النازى إردوغان يعلم علم اليقين أن إرسال قوات تركية للأراضى الليبية فيه مخاطرة كبرى وسيكون مصير معظمهم، إن لم يكن كلهم، العودة إلى تركيا فى توابيت فقد تفتق ذهنه على حيلة شيطانية شريرة خبيثة وهى إرسال الميليشيات الإرهابية المتواجدة على الأراضى التركية والسورية وعلى رأسها بقايا تنظيم داعش وجبهة النصرة وتنظيم الإخوان الإرهابى الإجرامى الدموى الذى يمثل الأب الشرعى لكل هذه التنظيمات الإرهابية إلى الأراضى الليبية ليشكلوا القوة التى يعتمد عليها السراج فى تدمير الدولة الليبية لصالح النازى إردوغان.
المصيبة الكبرى أن بعض الدول الأوروبية رأت فى تصرف النازى إردوغان حلا للمشكلة التى كادت تواجهها هذه الدول والتى بدأت بتهديد النازى إردوغان بإرسال هؤلاء الإرهابيين إلى أوروبا ووجدت هذه الدول ضالتها فى تصرف الإرهابى إردوغان بإرسال هذه الميليشيات إلى الأراضى الليبية وتحديدا إلى الغرب الليبى.
مصيبة أخرى بدأت تلوح فى الأفق وهى أن بعض المعلومات تؤكد أن السراج سيمنح الجنسية الليبية لأفراد هذه التنظيمات الإرهابية وبالتالى يصبح هؤلاء الإرهابيون مواطنين ليبيين لهم كل الحقوق التى يتمتع بها المواطن الليبى وبذلك يكون السراج أضاف جرما جديدا وخطيئة كبرى لا تغتفر تضاف إلى جرائمه السابقة والمتعددة.
ولاشك أن موقف المشير خليفة حفتر الذى غادر موسكو ورفض التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار هو موقف وطنى بامتياز لأن التوقيع على وقف إطلاق النار يعنى إعطاء الوقت الكافى للنازى إردوغان وعميله السراج لإعادة تنظيم صفوف التنظيمات والميليشيات الإرهابية ودعمهم بكافة أنواع الأسلحة سواء الثقيلة أو الخفيفة وصولا إلى كسر شوكة الجيش الليبى وبالتالى تسليم الدولة الليبية للنازى إردوغان والدول التى ساندته فى هذه الجريمة الكبرى لتبدأ بعد ذلك عمليات اقتسام الثروات الليبية وعلى رأسها النفط والغاز وتحويل ليبيا إلى مزرعة للإرهابيين لاستنزاف القدرات والطاقات المصرية وفى النهاية لابد من تشكيل تحالف دولى تكون نواته مصر وفرنسا والسعودية واليونان والإمارات وقبرص لمواجهة هذا المخطط الشرير والذى ستمتد آثاره التدميرية ليس لدول الساحل الأفريقى فحسب ولكن للدول الأوروبية كلها.