عاجل جدا

دعوة للفكر.. فى صالون الجراح الثقافى

غادة زين العابدين
غادة زين العابدين

فى ليلة ثقافية جميلة من ليالى صالون الجراح الثقافى، امتزج فيها العلم والأدب، بالفكر والشعر والتاريخ والقانون، واستمتع فيها الحاضرون بسمو الحوار ورقى الخلاف ودقة المعلومة.. وسط كل هذا الرقى، تشرفت بتكريمى كواحدة من الصحفيات الأكثر تميزًا ٢٠١٩
وتشرفت أكثر بأن التكريم من مؤسسة ثقافية عظيمة هى صالون الجراح الثقافى، ومن العمالقة القائمين عليه، مؤسس الصالون ورئيسه الجراح العظيم د.جمال مصطفى سعيد، وفى ضيافة مكتبة مصر الجديدة بدعوة من أستاذ القانون العظيم د.نبيل حلمى الأمين العام للمكتبة.. وفى حضور باقة من أرقى عمالقة الفكر والثقافة، منهم المستشارة تهانى الجبالى، وأستاذ التاريخ د.جمال شقرة والكاتبة فريدة الشوباشى، ولواء شبل عبد الجواد والكاتب أحمد الجمال ولواء محمد الشهاوى مستشار كلية القادة والأركان ود.محبات أبو عميرة والناشطة اللبنانية فاتيما حمدنى.
كان اللقاء حول عظيمات مصر بدءًا من الملكة حتشبسوت ومرورًا بالنماذج النسائية الناجحة على مر التاريخ فى كل المجالات، مع إلقاء الضوء على مساهمات المرأة المصرية فى الحياة العامة ودورها الوطنى خلال الفترة الحالية، ليس فقط كوزيرة وسفيرة وبرلمانية وقاضية وإعلامية وطبيبة، بل أيضا كزوجة وأم تربى وتعلم، وكأم شهيد تقدم ابنها فى حب الوطن.
وتناولنا فى الصالون أيضا دور الصحافة فى الارتباط بالمواطن والتعبير عن مشاكله وهمومه، وصحافة الخدمات الإنسانية التى كانت جريدة الأخبار رائدة فيها على يد العملاق مصطفى أمين، وهو الدور الذى اقتدت به باقى الصحف والوسائل الإعلامية.
والحقيقة أن عودة الصالونات الثقافية هى ظاهرة صحية نحن فى أمس الحاجة إليها، فالصالون الثقافى هو دعوة للتفكير فى وقت أصبحنا نعانى فيه من الكسل الفكرى، ونضع أخطر أمور حياتنا فى خانة المسلمات، التى لا تقبل الجدل، ونكتفى باتباع الآراء الجاهزة والانسياق وراء الشائعات الهدامة واعتناق الفتاوى الدليفرى.
الصالون الثقافى دعوة للحوار فى القضايا العامة، والتفاعل مع هموم الوطن، وفرصة لتبادل الفكر، والنقد، وسماع الرأى الآخر فى إطار التنوع الفكرى.
أما أكثر ما يبهرنى فى صالون الجراح الثقافى فهو نجاحه واستمراره على مدى سنوات بشكل شهرى، رغم أن مؤسسه جراح عالمى وأول جراح من خارج دول الاتحاد الأوربى يتم اختياره للانضمام للأكاديمية الأوربية الحديثة للجراحة، ولا أعرف من أين يأتى بالوقت والجهد للاهتمام بكل هذه الأنشطة، لكنى أثق أيضا أن عباقرة الطب دائما ما يكونون حكماء ومفكرين بل وأصحاب هوايات أدبية وفنية أيضا.