مصر الفتية

مصر التى لن تهرم أبدًا

د. فاطمة الزهراء فوزى
د. فاطمة الزهراء فوزى

ما أحوجنا إلى رعاية خاصة للمرأة فى محيطها الاجتماعى والثقافى لمساعدتها على أداء رسالتها، إن هذه الرعاية تبدأ بمنحها حقها فى ممارسه دورها الإنسانى كاملًا دونما انتقاص، وبما تكفله لها حقوقها الإنسانية والدينية والعالمية، ومصر اليوم لم تعد بعيدةً عن تطبيق هذه الحقوق، بل تسعى إليها بقوة حثيثة وتضع خطاها على طريق الصواب لتمكين حقيقى لإمكاناتها، وهو ما يبدو من هذه التوجهات القانونية والسياسية نحو الاعتداد بحقوقها الخاصة والعامة بدءًا بوجود 90 سيدة فى البرلمان الحالى إلى جانب عدد ـ يدعو للفخر والأمل ـ من الحقائب الوزارية وسيدات الضوء فى كل مؤسسة وطنية، ومرورًا بالتعديلات التى تصبّ فى صالح دعم التوازن فى الممارسة السياسية بفرصة تمثيل المرأة فى البرلمان بنسبه 25%، وليس انتهاءً بما نحلم به من مناصفةٍ فى الحياة النيابية توازن المناصفة فى الحياة وهو حق أساسى لها. إن شابات مصر جديرات بمستقبل يصنعنه بأيديهن بلا قيود يصنعها جنسهنّ لا قدراتهن، على أن ما يبدو فى الأفق من اعتداد بشباب مصر عامةً ومن تأكيد على حتمية مشاركته فى صنع الحدث وفى تقليده مسئوليات جادة فى بناء هذا الوطن، يجعلنا جميعًا نرقب المزيد من الإيمان بتمكينهم من دور فاعل فى النهوض بمستقبل يحلمون به، وهو حلم لم يعد مستحيلًا فى ظل التوجهات الأخيرة التى شملت تقلّد الشباب لمناصب قيادية مهمة لأول مرة فى تاريخ مصر، وهو ما نأمل أن نراه فى كل مؤسسات الدولة وأجهزتها السيادية، فالشباب هو الضمان الحقيقى لحياة هذا الوطن وبقائه وانتصاره على كل العوائق.
إن ما يجب أن نعوّل عليه كثيرًا الآن هو ذاكرتنا الجمعية التى تحمل كل ما يمكنه أن يخرجنا من مغبّات الفكر الضال والمضلّل، فلابد أن ننهل منها لنتّقى سوءات الحاضر، ولا أسوأ من أن يتحول شبابنا عن طموحه ورغبته فى الارتقاء ببلده إلى سخافات الجهل والسطحية والجنوح نحو هدم أخلاقنا وثوابتنا التى تؤكد احترام هذه الحضارة وأهلها منذ آلاف السنين للمرأة وتقديرها لحيوية صنعها فى التاريخ،  كل التقدير لكل المحاولات التى تمسك بتلابيب ما تبقّى من هويتنا حتى وإن بدت خطوة على بداية الطريق.
< مدرس بأداب جامعة جنوب الوادى